ساهر الملياردير

31/03/2012 2
ثامر السعيد

في تقرير صحفي نشر الأسبوع الماضي عبر الصحف وعن حديث لمصدر في إدارة المرور صرح فيه بأن قيمة المخالفات المرورية الصادرة العام الماضي بلغت قيمتها 5 مليارات ريال وهذا الرقم يأتي في كونه إجمالي قيمة المخالفات المرورية بالحد الأدنى أي أن هذا الرقم قد يتضاعف في حال تأخر المخالفون عن السداد وبما أن التقرير يشير إلى أن 36% من المخالفين دائمي التأخر في السداد «وفقهم الله» لمضاعفتهم دخل البرنامج, فإن قيمة هذه المخالفات المتوقع تضاعفها 1,8 مليار ريال لتكون هذه القيمة عند بلوغها الحد الأعلى عند 3,6 مليار ريال وبإضافة المبالغ المتبقية للمنتظمين في السداد الأقل تحقيقا للأرباح لمشغلي «ساهر» والبالغة 3,2 مليار ريال يكون صافي الدخل لـ»ساهر»

في العام الماضي عند 6,8 مليار ريال وباعتبار أن السنوات الخمس الأولى يتشارك مشغلو نظام ساهر المروري مع الدولة في الدخل فإن نصيبهم من محصلة المخالفات هو 2,720 مليار ريال. ولأجل نستطيع وضع هذا الرقم في إطاره الصحيح لوجدنا أن 6,8 مليار ريال كدخل سنوي في حال قارناه بالشركات المدرجة في السوق المحلية لوجدنا شركة «ساهر» بدخلها قبل المضاعفة تساوي دخل القطاع الاسمنتي كاملا في السوق وتساوي أيضا 25% من دخل قطاع المصارف والخدمات المالية وتزيد عن صافي دخل قطاع الزراعة والصناعات الغذائية بالضعف أي أن دخل ساهر أعلى من دخل هذا القطاع بـ100% ولو وضعنا ساهر كشركة في ترتيب بين الشركات السعودية المدرجة في السوق لاحتل مراتب متقدمة في ترتيبه بين شركات السوق وستكون شركة ساهر من أكبر المؤثرين على «تداول» من حيث صافي الدخل وقد تكون شركة برأس مال يبلغ 12,9 مليار ريال وبعدد أسهم مصدرة تبلغ 1,2 مليار سهم, أي أن «ساهر» بالمقارنة من حيث الدخل سيكون أكبر من سامبا دخلا كمجموعة مالية تمتلك جميع الأدوات اللازمة لعصر المال لجلب المال..

المقارنات السابقة كانت لمدخول ساهر الإجمالي في شقيه الحكومي والخاص ما يخص مشغلي ساهر ولو افترضنا أن التشغيل للنظام يكلف 35% إلى 40% من دخل المخالفات لأصبحت الأرقام كصافي دخل أقل بـ40% عن الموضح أعلاه وما زالت عالية, ولو أخذنا المشغلين فقط لكان لديهم شركة تحقق صافي دخل سنوي مضمون التحصيل طال الزمن أو قصر بما يقارب 2,7 مليار ريال في الوقت الذي يعتمد فيه مشغلو ساهر أدنى وسائل التشغيل على سبيل المثال «باصات متنقلة» غامقة اللون للمساء وبيضاء اللون للنهار, تشكيلا بين السيارات حتى لا تكون واضحة للعابرين, بهذا الحجم من صافي الدخل السنوي يجب على مشغلي برنامج ساهر أن يكونوا مشاركين في تطوير الأنظمة المرورية والتوعية المرورية حتى لا يكون برنامجهم مدرا للمال لهم ومضيعا لمال غيرهم, الانظمة المرورية أصبحت أقل هيبة وأكثر عرضة للانتهاك منذ تطبيق نظام «ساهر» أرقام الحوادث لم تتغير بالشكل المطلوب والطرقات تشتكي من انتهاك انظمتها وعدم مشاركة مشغلي ساهر في التوعية والتنمية ضعفا منهم وتقصيرا بما ان البرنامج هو برنامج توعوي أكثر من كونه تحصيليا فلماذا لم نشاهد مستشفى مقدما من مشغلي ساهر للتخفيف عن مصابي الحوادث «حمانا الله وإياكم منها». نحتاج التوعية بالانظمة المرورية أكثر من تسديد المخالفات المرورية, أتمنى للجميع قيادة آمنة من الحوادث ومن ساهر.