سوق الأسهم .. ودقّتْ طبول الحرب (1-2)

07/03/2012 8
عبد الحميد العمري

عادتْ سوق الأسهم المحلية للحضور ضمن أولويات الشاشات والمجالس بعد غياب أكثر من خمس سنوات! عادتْ وعاد معها جزءٌ كبير من الضلال القديم، وقليلٌ من دروس الماضي القريب. عادتْ أحلام الثروة السريعة في ظاهرها ورود وفي باطنها حفر الموت والإفلاس، ليس هذا حديثاً للتحذير من دخول السوق والاستفادة المشروعة من عوائده، بقدر ما أنه تعليقٌ مبكر لجرس الإنذار قبل أن تفلق الفؤوس رؤوساً لم تندمل جروحها بعد! ادفع بأموالك إلى السوق، ولكن لتكن على بيّنة وهدى، ادفع بها في الأصول الاستثمارية المجدية، ذات الأرباح المتنامية، ذات الأسعار العادلة أو أقل منها، ولا تتهور بدفعها في أسهم شركاتٍ تردّى بها الحال، قد شارفتْ على الإفلاس المبين، شركات بلغت أسعارها السوقية عنان السماء، فيما قيمتها الدفترية أقربُ إلى التراب.

تقول لي دعْ عنك التنظير! ودلّني ماذا أشتري وماذا أبيع! أقولُ لك إن لم تستطع أنت الإجابة على هذا السؤال بنفسك (ماذا تشتري وماذا تبيع؟) فاعلم أنك تقود نفسك ومدخراتك إلى التهلكة! هذه القاعدة الذهبية التي غفلَ الجميع عنها، وكما يبدو حتى الوقت الراهن أن الغافلين عنها هم الأكثرية، فإمّا أن تتقن أساسيات اتخاذ قرار الاستثمار وحتى المضاربة، أو أن أمامك أحد خيارين: الخيار الأول أن تحفظ مدخراتك لديك، وألا تغامر بها في مجالٍ أنت تجهل أصول لعبته، ليأخذها من بين يديك -وعينيك ترى- ذئابٌ لن يمنعهم رادع عن افتراسك وافتراس مدخرات أسرتك، قبل أن تكون مدخراتك! فانجُ رحمك الله بنفسك وبمالك قبل أن تهلك كما هلكت من قبل في فبراير 2006م، وفي يناير 2008م، وفي سبتمبر 2008م.

الخيار الثاني أن تولّي إدارة مدخراتك لمن هو أهلٌ لها من الأشخاص المرخّص لهم، والخاضعين للرقابة الصارمة من قِبل هيئة السوق المالية، وأمامك هنا طريقان؛ إن كانت مدخراتك متوسطة أو صغيرة فأمامك الصناديق الاستثمارية. وإن كانت -بحمد الله- أكبر من ذلك فافتح لها محفظة استثمارية، يتولّى إداراتها من تستطيع محاسبته ومساءلته تحت مظلة النظام إن هو فرّط أو أهمل. وللحديث بقية.