التأخير في طرح شركات الاسمنت الحديثة "فرصة استفاد منها المؤسسين"

26/10/2011 12
انور بانافع

في فترة الانتعاش الاقتصادي التي صاحبها ارتفاع الطلب على الاسمنت في السنوات الماضية وبالتحديد خلال الفترة مابين 2005 و 2007، وجدت وزارة البترول والثروة المعدنية نفسها أمام ضرورة إصدار تراخيص جديدة لتعزيز القدرات الإنتاجية و زيادة المعروض من الاسمنت في المملكة ليفي بالطلب المتزايد على هذا المنتج.

من الشروط الأساسية لمنح التراخيص لاستغلال المحاجر التي هي موارد عامه بالإضافة إلى إمداد الشركات بالوقود المدعوم، أن يتم طرح 50 % من رأسمال الشركة للاكتتاب العام وذلك لتوفير العدالة في الاستفادة من موارد الدوله بإتاحة الفرصة للجميع في المشاركة في هذه الاستثمارات.

ما حدث أن التراخيص منحت وتأسست الشركات وأنتجت الاسمنت وباعته وسجلت الأرباح على مدى سنوات و وزعتها، ونسي الجميع أو "تناسوا" أن للمواطنين حق في المشاركة في مثل هذه المشاريع التي تعتمد وتستفيد من الموارد العامة للدولة.

المتابع لشركات الاسمنت الغير المدرجة والتي ينطبق عليها ما سبق، يجد أن هذه الشركات كانت تسارع في تصفية أرباحها بتوزيعها بالكامل على المؤسسين أولا بأول وسنة بسنة بسخاء لم نرى مثله في الشركات المساهمة المدرجة!!، وفي هذا المقال اعرض إجراءات بعض هذه الشركات خلال الفترة الماضية.

1- اسمنت الشمالية: تأسست الشركة في العام 2005 برأس مال قدره 1200 مليون ريال دفع المؤسسين في ذلك الوقت 600 مليون ريال استكمل فيما بعد، و بدأت الشركة إنتاجها في منتصف العام 2008 بطاقة إنتاجية قوامها 1.9 مليون طن من الاسمنت سنويا.

حققت الشركة أرباح بلغت 223.1 مليون ريال خلال العام 2010، و163.0 مليون ريال في العام 2009 و 72.8 مليون ريال في العام 2008.

بحسب ما توفر من أخبار عن الشركة قامت بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بقيمة 102 مليون ريال عن النصف الأول من العام 2010 تمثل تقريبا كامل الأرباح المحققة في تلك الفترة. وفي نهاية العام 2010 وزعت الشركة أرباح عينية للمساهمين بقيمة 120 مليون ريال على دفعتين الأولى بتوزيع أسهم في شركتها التابعة في الأردن بقيمة 60 مليون ريال والثانية سيتم إقرارها السبت القادم كما ذكر خبر على موقع "أرقام" نشر يوم أمس بقيمة 60 مليون ريال عن طريق رسملة الأرباح المبقاة، وبذلك تكون الشركة وزعت كامل أرباحها قبل الطرح.

الغريب أن الشركة تنوي رفع رأسمالها إلى 1800 مليون ريال، وهو رأسمال كبير مقارنة بشركات الاسمنت الأخرى و طاقتها الإنتاجية.

2- اسمنت نجران: تأسست الشركة في العام 2005 برأسمال 1150 مليون ريال وتبلغ طاقتها الإنتاجية 3 ملايين طن. حققت الشركة خلال العام 2009 أرباح بلغت 152.1 مليون ريال و241.7 مليون ريال في العام 2010 وسجلت خسائر بلغت 52 مليون ريال في العام 2008.

قامت الشركة بتوزيع كامل أرباحها المبقاة بعد خصم الخسائر المسجلة في العام 2008، حيث قامت بتوزيع أرباح نقدية 143.6 مليون ريال في العام 2009 و216.2 مليون ريال في العام 2010.

3- اسمنت المدينة: تأسست الشركة في العام 2005 برأس مال 550 مليون ريال ارتفاع إلى 880 مليون ريال في عام 2010، و تبلغ الطاقة الإنتاجية 2 مليون طن سنويا.

حققت الشركة أرباح بلغت 155.1 مليون ريال في العام 2008 و 178.4 مليون ريال في العام 2009 و 230.0 مليون ريال في العام 2010، لا تتوفر معلومات عن مقدار الأرباح الموزعة خلال الثلاث سنوات السابقة.

لا نعلم ماهية الأسباب التي أدت إلى تأخير طرح وإدراج هذه الشركات في السوق المالي خصوصا مع نجاح اكتتابين سابقين لشركتي اسمنت "الجوف" واسمنت "حائل"، ولا احد يدري إذا ما كان هذا التأخير راجع إلى البيروقراطية في الإجراءات الحكومية أو أنها تعود إلى المماطلة من المؤسسين أنفسهم، إلا أن ما نتفق عليه أن المستفيد الأول والأخير من هذا التأخير هم مؤسسي هذه الشركات ( بالعافية عليهم ).