المعايير المهنية للمراجعة الداخلية ...!!!

11/01/2011 0
د . جمال شحات

بعد ان كتبنا مقال (تنظيم العمل فى ادارة المراجعة الداخلية ...!!) فقد طالبنى العديد من الاخوة المهتمين بهذا المجال الهام الاوهو مجال المراجعة الداخلية او التدقيق الداخلى بالكتابة عن المعايير المهنية للمراجعة الداخلية.

و ينبع  الإطارالعام لمعايير المراجعة الداخلية من الاهتمام المتزايد بآليات حوكمة الوحدات الحكومية والرقابة التي بدأت تفرض نفسها على المحاسبة والمراجعة سواء على المستوي العلمي أو المستوى العملى. فنتيجة للمشاكل التى منيت به القطاعات الحكومية والتجارية ، بسبب ضعف آليات الحوكمة والرقابة وما ترتب على ذلك من خسائر كبيرة للاقتصاد ، فإن النظم والقوانين قد صدرت بوضع آليات صارمة لفرض الرقابة والحوكمة. في نفس الإطار فإن الهيئات المهنية قد منيت بانتقادات حادة نتيجة لفشلها في تحقيق جودة عالية من الرقابة والمراجعة.

هذه التطورات أسفرت عن مجموعة من الآليات أهمها:

1- تشكيل لجان المراجعة من غير أعضاء الإدارة التنفيذية يمكن التقرير إليها مباشرة عن تجاوزات المديرين التنفيذيين.

2- تدعيم وظيفة المراجعة والعمل على صيانتها ورفع مستوي وجودة أدائها.

3- إحدى مجموعات المعايير التي أعيد النظر فيها في أعقاب كثير من المشاكل المالية، معايير المراجعة الداخلية.

تنبع أهمية معايير المراجعة الداخلية من أنها تشكل الإطار العام لوظيفة المراجعة الداخلية بحيث يكون إطارا مرجعيا يحدد مسئوليات المراجع المهنية ويجعل المستفيدين منها يثقون في العمل الذي يؤديه المراجع  الداخلي. ولذلك فإن معايير المراجعة الداخلية تخدم الأغراض الآتية:

1- تشكل المبادئ الأساسية التي تصور ممارسة المراجعة الداخلية كما يجب أن يكون.

2- تقدم المعايير إطارا للتشجيع على والقيام بنطاق عريض من أنشطة المراجعة الداخلية التي تضيف قيمة للمنشأة.

3- تشكل أساسا لتقييم أداء المراجعة الداخلية.

4- تكفل تحسين وتطوير الأنشطة والعمليات التنظيمية.

وهناك مجموعة من المتطلبات الأساسية التي يجب أن يراعيها المراجعون الداخليون عند تطبيق هذه المعايير الدولية. هذه المتطلبات كما وردت، في تقديم المعايير الدولية الصادرة عن مجمع المراجعين الدوليين في إصدار عام 2002، وإصدار عام 2004 المعدل. هذه المتطلبات تتضمن ما يلي:

1- الالتزام

2- تقديم خدمات التأكيد

3- تقديم الخدمات الاستشارية

الالتزام:

تمارس أنشطة المراجعة الداخلية في وحدات تعمل في بيئات ثقافية وقانونية متنوعة، هذه الوحدات الحكومية تختلف فيما بينها من حيث الأهداف والحجم والهيكل والأطراف الخارجية والداخلية المرتبطة بها. على الرغم من أن الاختلافات قد تؤثر في ممارسة أنشطة المراجعة الداخلية في كل بيئة من البيئات، فإن الالتزام بالمعايير المهنية للمراجعة الداخلية يعد جوهريا للوفاء بمسئوليات المراجعين الداخليين. فإذا ما حالت القوانين والنظم دون التزام المراجعين الداخليين ببعض أجزاء من المعايير فإنه يتعين عليهم الالتزام بالأجزاء الأخرى من المعايير والقيام بإفصاح مناسب عن ذلك.

تقديم خدمات التأكيد:

ينطوي تقديم خدمات التأكيد على تقييم الأدلة والنظم بواسطة المراجع الداخلى بصورة موضوعية لتقديم رأي أو استنتاج مستقل ومحايد عن النظم أو العمليات أو موضوع الاهتمام الذى يتناوله المراجع. في هذا السياق فإن طبيعة ونطاق ارتباط التأكيد تحدده معرفة وثقافة وخبرة المراجع.

درجة الإلزام في المملكة العربية السعودية:

جاء بمشروع معايير المراجعة الداخلية السعودي ما يفيد أن هذه المعايير غير إلزامية على الأقل في الفترة الحالية، كما يتضح ذلك من الفقرة الآتية الواردة بمشروع المعايير.

كما أن الهيئات السعودية المعنية بالمراجعة عامة، ومنها ديوان المراقبة العامة، مازالت بصدد تفعيل قرار مجلس الوزراء برقم (129) وتاريخ 6/4/1428 القاضى بالموافقة على اللائحة الموحدة لوحدات المراجعة الداخلية فى الأجهزة الحكومية والمؤسسات العامة. ولقد ألزمت اللائحة الوحدات الحكومية والمؤسسات العامة بتأسيس وحدات للمراجعة الداخلية كما جاء بتلك اللائحة.

وعلى الرغم من أن اللائحة قد تضمنت بعض معايير المراجعة الداخلية، إلا أن ما ورد بها يمثل حدا أدنى لهذه المعايير ولابد من الاسترشاد بما صدر عن الهيئات المهنية المحلية والدولية.

وبناءً عليه، تعتبر المعايير المهنية للمراجعة الداخلية، في هذه المرحلة، استرشادية، ويمكن الاسترشاد بها، إلى جانب ما جاء باللائحة الموحدة من نصوص إلزامية،  في تشكيل إدارات أو أقسام المراجعة  الداخلية في الوحدات الحكومية المختلفة، و في تقويم أداء المراجعين الداخليين، إلى أن يصدر بهذه المعايير مجموعة إلزامية متكاملة تكمل مع اللائحة الموحدة ، الإطار المرجعى للمراجعة الداخلية فى الوحدات الحكومية.

اما عن المعايير فقد أصدرت المعايير الدولية والمعايير السعودية مجموعتين من معايير المراجعة  الداخلية:

المجموعة الأولي: معايير المواصفات Attribute Standards

وتتعلق هذه المعايير بالمستويات الأساسية لمقومات أو مواصفات المراجعة الداخلية. وتحدد هذه المجموعة من المعايير المستويات المقبولة لإدارة المراجعة الداخلية ككل، وسلطات ومسئوليات مدير إدارة المراجعة الداخلية والمراجعون الداخليين.

المجموعة الثانية: معايير الأداء Performance Standards

تتعلق هذه المجموعة بمستويات أداء المراجعة الداخلية على الجانب العملي، وتتناول إدارة أنشطة إدارة المراجعة، وطبيعة أنشطة المراجعة الداخلية، والتخطيط ، والتنفيذ ، والتقرير وتوصيل النتائج ، والمتابعة.

السمات الأساسية لمعايير المراجعة الداخلية :

قد تم تصميم مجموعتي المعايير بما يتفق مع طبيعة المراجعة الداخلية المتمثلة في النقاط الآتية:

1- أنها مراجعة تغطي كل الجوانب المالية والتشغيلية الداخلية.

2- أنها تنطوي على تقديم تأكيدات عن الأداء المالي والأداء التشغيلي كما أنها تشمل تقديم خدمات استشارية.

3- أن المستفيد المباشر من نتائج المراجعة الداخلية هو الإدارة على اختلاف المستويات التنفيذية، أما استفادة الأطراف الخارجية منها فهي غير مباشرة.

تأسيسا علي ذلك فإن المعايير قد اتسمت ببعض السمات جعلتها تختلف جوهريا عن معايير المراجعة الخارجية. من هذه السمات.

1- عدم شمولها لمعايير خاصة بالتقرير لأن التقارير هنا غير نمطية.

2- تناولها لبعض المسئوليات التنظيمية لإدارة المراجعة  الداخلية,

3- شمولها لمعايير جودة الأداء كجزء من معايير المقومات.

4- شمولها في كل معيار على مستويات معينة لممارسة الخدمات الاستشارية.

5- شمولها على معيار لمتابعة نتائج التقارير المرفوعة والانعكاسات العملية لهذه التقارير

معايير المواصفات

1-    معيار الاستقلال التنظيمي

يتناول معيار الاستقلال التنظيمي استقلال إدارة المراجعة الداخلية عن الإدارات الأخرى المعنية حتى يمكن للإدارة التقرير عن كل ما يجب التقرير عنه فيما يتعلق بفحص أداء الإدارات الأخرى. كما يغطي معيار الاستقلال تنظيم إدارة المراجعة الداخلية من حيث:

-    التعيين والعزل.

-    وضع الخطط التنفيذية لعمليات المراجعة.

-    التنظيم الداخلي لإدارة المراجعة  الداخلية.

-    استقلالية الإدارة في تنفيذ خططها وبرامجها دون تدخل.

ونعرض فيما يلي بعض النقاط الأساسية التي يغطيها المعيار.

1- يجب أن تكون إدارة المراجعة الداخلية مستقلة تنظيميا بالدرجة الكافية التي تسمح لها بتحقيق مسئولياتها. ويتحقق الاستقلال التنظيمى عندما يكون المسئول عن إدارة (قسم) المراجعة  الداخلية مسئولا أمام مستوى تنظيمي يسمح لإدارة المراجعة الداخلية بالقيام بمسئولياته باستقلاليتها عن الوحدات التنظيمية الأخرى.

2- يجب ألا تخضع أنشطة المراجعة الداخلية لأي تدخل من أي أطراف داخلية أو خارجية عند تحديد نطاق المراجع ، وتنفيذ العمليات، وتبليغ النتائج.

3- يجب أن يكون للمسئول عن إدارة المراجعة الداخلية اتصال مباشر مع الإدارة التنفيذية.

4- يتعزز الاستقلال عندما لا تتدخل الإدارة التنفيذية فى تعيين أو عزل المسئول عن إدارة المراجعة الداخلية.

اما اللائحة الموحدة لوحدات المراجعة الداخلية فقد ربطت مدير إدارة المراجعة الداخلية بالمسؤول الأول فى الجهة الحكومية، وذلك دعما للاستقلال التنظيمى لإدارة المراجعة الداخلية عن الإدارات التنفيذية الأخرى.

2-    معيار الموضوعية

يتطلب المعيار موضوعية الأفراد العاملين في إدارة المراجعة الداخلية وعدم تحيزهم وتجنبهم المواقف التي تضعهم في موقف أصحاب مصلحة في كل أنشطة المراجعة الداخلية.

ويحدد المعيار بعض النقاط الأساسية التي تدعم موضوعية المراجعين.

1- يجب أن يلتزم المراجعون الداخليون بالموضوعيه عند قيامهم بأعمال المراجعة. ويجب ألا تتأثر أحكام المراجعين الداخليين بأحكام الآخرين.

2- تتطلب الموضوعية من المراجعين الداخليين القيام بأعمال المراجعة بالطريقة التي تجعلهم يعتقدون اعتقادًا صادقًا في نتائج عملهم وبعدم تقديم أي تنازلات مهمة على حساب جودة العمل . ويجب عدم وضع المراجعين الداخليين في مواقف يشعرون فيها أنهم غير قادرين على إصدار أحكام مهنية موضوعية.

3- يجب على المراجعين الداخليين إخطار المسئول عن إدارة  المراجعة الداخلية  عن أي حالات قد يحدث فيها تضارب في المصالح أو تحيز أو قد يمكن استنتاجه بطريقة معقولة.

4- يجب تغيير توزيع المراجعين على العمليات بصفة دورية كلما كان ذلك ممكنًا.

5- يجب على المراجعين الداخليين عدم القيام بأي مسئوليات تشغيلية، وإذا أمرت الإدارة العليا المراجعين الداخليين بالقيام بأعمال ليست من أعمال المراجعة، فيجب أن يكون مفهومًا أنهم لا يباشرون هذه الأعمال كمراجعين داخليين.

6- يجب عدم تكليف الأشخاص المنقولين إلى الإدارة للعمل فيها بصفة مؤقتة، بمراجعة الأنشطة التي كانوا يقومون بها سابقًا إلا بعد مضي مدة معقولة.

7- يجب أن يقوم مدير إدارة المراجعة الداخلية بفحص نتائج أعمال المراجعة الداخلية قبل إصدار التقرير النهائي وذلك للحصول على تأكيد معقول بأن أعمال المراجعة قد تم القيام بها بموضوعية.

أرجو ان اكون قد اوضحت لجموع المهتمين بمجال المراجعة الداخلية الاطار المهنى لمعايير المراجعة الداخلية خاصة فى ظل الاهتمام المتزايد وفى نهاية مقالى احب ان انوه الى انشاء الهيئة السعودية للمراجعيين الداخليين لتكون نواة للاهتمام بمهنة المراجعة الداخلية مع دعواتى بالتوفيق للهيئة برفع مستور الاداء المهنى لكل العاملين بهذا المجال الهام.