دارسة تحليلية لشركة الجوف الزراعية

28/11/2010 21
محمد النهدي

أولا يجب الإشادة بتقرير مجلس إدارة شركة الجوف للتنمية الزراعية السنوي والذي يعتبر شامل ووافي وفيه توضيح كامل عن أنشطة الشركة ونتائج أعمالها ... من خلال اطلاعي على تقرير عام 2009 تبين لي أن أهم منتجات الشركة هي القمح والبرسيم والبطاطس والبصل والزيتون وتشكل جميعها أكثر من 85 % من إجمالي إيرادات الشركة وأكثر من 90 % من أرباح الشركة.

تعتمد الشركة في الوقت الراهن على القمح كأهم مصدر لأرباح الشركة ومع توجه الدولة إلى وقف زراعة القمح محليا بالتدريج حتى عام 2015، فإنه يتوجب على الشركات العاملة في القطاع الزراعي أن تبحث عن منتجات أخرى لتعويض وقف القمح المربح، بالنسبة لشركة الجوف فيبدو أن التوجه واضح حيث أنها تسعى لزيادة إنتاجها من الزيتون ليصبح أكثر من مليوني شجرة بنهاية سبتمبر 2011. بالإضافة إلى زيادة إنتاجها من البطاطس وإنشاء مصنع للبطاطس.

وتجدر الإشارة إلى أن شجرة الزيتون تحتاج ما بين 3 إلى 5 سنوات لتصبح شجرة منتجة بالنسبة للأصناف التقليدية و ما بين 2 إلى 3 سنوات للأصناف عالية التكثيف، وقالت الشركة أنها تتوقع أن يرتفع إنتاجها خلال 2010 من الزيتون ليصل إلى 3000 طن وبنسبة زيادة قدرها 50 % مقارنة بالعام السابق.

والجدول أدناه يوضح إنتاج الشركة خلال عام 2009 بالمقارنة مع العام السابق:

يتضح لنا من الجدول أن الشركة استطاعت زيادة إنتاجها من معظم محاصيلها الزراعية وخصوصا البرسيم وتقاوي القمح والبطاطس، وفي الجدول الثاني يوضح لنا إيرادات كل منتج وهوامش ربحه وصافي الدخل من الأعمال الرئيسية (قبل الزكاة والإيرادات والمصاريف الأخرى).

من خلال الجدول يلاحظ أن إيرادات القمح زادت بالرغم من انخفاض الكمية، وأيضا فإن الأرباح من القمح انخفضت أيضا بأكثر من 20 % بسبب انخفاض هامش الربح بشكل ملحوظ. ومن الملاحظات المهمة في الجدول هو الانخفاض الكبير في ربحية الشركة من زيت الزيتون (يتم استخدام جميع إنتاج الشركة من الزيتون لاستخراج الزيت) بنسبة 65 % وهو المنتج الذي توجهت إليه الشركة بديلا عن القمح، علما أن دخل زيت الزيتون في 2008 بلغ نحو 6.2 مليون ريال والإيرادات 12.8 مليون ريال.

أيضا سجل البصل انخفاضا محدودا بنسبة 3 % مقارنة بالعام السابق والذي حقق خلاله 5.9 مليون ريال علما أن هذه السنة الثالثة على التوالي التي ينخفض فيها دخل الشركة من البصل، حيث بلغ خلال عامي 2006 و 2007 نحو 13.2 و 17.5 مليون ريال على التوالي.

فرص النمو من خلال التحليل الجغرافي لأعمال الشركة يتضح لنا أن الشركة تعتمد في إيراداتها على المنطقة الشمالية بشكل أساسي، حيث تمثل هذه المنقطة أكثر من 80 % من مبيعات الشركة بسبب القمح وإذا تم استثناء مبيعات القمح فإن النسبة تصبح 68 % من إجمالي المبيعات بعد استبعاد القمح وهو ما يعني أن الشركة أمامها فرصة للنمو والدخول في الأسواق المحلية الأخرى.

المخاطر يعتبر الاستثمار الزراعي والحيواني من الاستثمارات عالية المخاطر لعدة أمور منها مثلا ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج مثل الأسمدة والمبيدات والوقود وغيرها وارتفاع تكلفة العمالة والأمراض الزراعية ومخاطر الطقس وانخفاض أسعار البيع وإغراق السوق بمنتجات خارجية وانخفاض إنتاجية الأرض الزراعية ومشاكل التربة وغيرها.

وسجلت الشركة خلال العام الحالي خسائر بقيمة 1.7 مليون ريال بسبب الصقيع الذي أصاب بعض محاصيل الشركة.

نتائج الشركة تمكنت الشركة خلال التسعة أشهر الأولى من 2010 من المحافظة على أرباحها عند نفس مستوى العام السابق والذي تضمن تسليم كميات من القمح لصوامع الغلال مرحلة من إنتاج 2008. وتعتبر الشركات الزراعية شركات موسمية في نتائجها حيث تحقق ارتفاعا كبير في أرباحها خلال النصف الثاني من العام (فترة الحصاد) فيما يكون النصف الأول من السنة فترة تهيئة وزراعة للأرض.

استطاعت الشركة خلال الفترة الحالية من زيادة هوامش الدخل للتسعة أشهر مقارنة بالعام السابق إلى 43.6 % مقارنة بـ 42.4 % بالرغم من انخفاض قيمة المبيعات، إلا أن نسبة المصاريف التشغيلية ارتفعت مقارنة بإجمالي الدخل لتصل إلى 38.3 % كما زادت الشركة من إيراداتها الأخرى من خلال بيع مبنى في سكاكا بقيمة 3.7 مليون ريال وإعادة مخصص بقيمة مليون ريال تقريبا.

يشار إلى أن الشركة عادة ما تسجل أعلى أرباح فصلية لها خلال العام في الربع الأخير من السنة، ويتوقع أن تحقق الشركة خلال هذا الربع أرباح أفضل من الأرباع السابقة. حاليا يتم تداول السهم فوق مستوى 33 ريال وهو ما يعادل مكرر 10 مرات لأرباح الإثني عشر شهرا الأخيرة.