"الإندماج" ... موضة أم حل ؟؟

09/07/2009 3
زيرو

قلما كانت تطرق مسامعنا أنباء عن إندماج بين شركتين أو إستحواذ شركة لشركة أخرى في منطقة الشرق الأوسط، غير أنّه وفي أقل من سنة كثر الكلام عن صفقات الإندماج بشكل غير مسبوق. هل أصبحت موضة أم ماذا؟

في نهاية العام الماضي (2008) وبالضبط في شهر نوفمبر تم فجأة الإعلان عن إيقاف تداول أسهم شركة تمويل وأملاك المدرجتين في سوق دبي المالي، لدمج الشركتين في كيان واحد...منذ 8 أشهر إذن وصفقة إندماج أملاك وتمويل لم تتم بعد؟ بعد ذلك بأشهر وتحديدا في مطلع يونيو الماضي أُعلن عن إندماج نخيل العقارية، التابعة لشركة دبي العالمية، مع الجناح العقاري لمركز دبي للسلع المتعددة التابع أيضا لشركة دبي العالمية، لتتولى نخيل إدارة الأنشطة المتعلقة بالتطوير العقاري وبإدارة الأملاك العقارية في كلّ من مدينة دبي الملاحية وليجركورب ومركز دبي للسلع المتعددة.

ثم بعد أيام جاءت إعمار العقارية تعلن عن خطة إندماج مع ثلاث وحدات عقارية لشركة دبي القابضة وهي "دبي للعقارات" و"سما دبي" و"تطوير" على أن يتم ذلك في غضون أربعة أشهر تقريبا. وراجت في وقت سابق أنباء عن دمج ديار للتطوير العقاري بدبي مع شركة الإتحاد العقاري بدبي أيضا، غير أنّه تم نفي هذه الأنباء فيما بعد...

ومن يدري...قد تفاجؤنا الأيام القادمة بخطط جديدة لدمج شركات أخرى.... هنا تذكُرني تجارب سابقة في نفس السياق، فهاهي ديملر بنز الألمانية تندمج مع شركة كرايزلر كوربوريشن الأمريكية عام 1998 لتشكل شركة دايملر كرايزلر، هذه الأخيرة أعلنت عام 2007 عن فشل الإندماج في تحقيق الأهداف المرجوة منه وتقرر بيع كرايزلر لشركة سيربيروس بنيويورك ليصبح إسم الشركة "دايملر أي جي".

وفي عام 2005 وبعد 5 سنوات من الإندماج أعلنت جنرال موتورز عن تخليها عن إندماجها مع شركة فيات الإيطالية أيضا لعدم بلوغ افندماج أهدافه. وأمثلة أخرى كثيرة في الساحة ولاتقتصر على صناعة السيارات فقط.. ذكر مثل هذه الأمثلة ليس من باب التشاؤم.. بل إنه من باب الإستغراب من موجة إندماجات توالت بسرعة غير معهودة عندنا وهنا أيضا أسئلة تطرح نفسها، هل فعلا الإندماجات هي الحل الأفضل في ظروف الأزمة ؟ وهل كل إندماج ناجح؟ وهل تم التخطيط الجيد لمثل هذه الإندماجات في المنطقة؟