مساهمي الكيميائية ... يا ليتنا من حجنا سالمينا

23/10/2010 11
غريب العفيفي

يقال أن شاعر بدوي ( من ابناء عمومتي ) حج بعد أن كبر سنة، وكان قد عزم على التوبة من الغزل، وعندما جاء لتقبيل الحجر الأسود، ونتيجة للزحام اعترض بينه وبين الحجر خد فتاة فاتنة، فترك البدوي تقبيل الحجر وقبلها، فنهرته قائلةً (حج يا شايب)، فخجل من فعلته، ولما عاد إلى دياره قال قصيدة طويلة منها هذين البيتين:

يالـيتنــا من حجنــا ســالمينا ... كان الذنوب اللـي علينـا خفيفـات رحنا نبي نخفف ذنوب علينا ... وجينا وعليها كثرها عشر مرات

فذهبت هذه الابيات مثلاً، وهو يضرب لمن فعل امرا يريد من وراءه خيرا،  لكنه ( ذلك الأمر ) عاد عليه بعكس ما يريد.

هذين البيتين ذكرني بهما مساهموا  الكيميائية الذين صوتوا في الجمعية العمومية التي عقدت العام الماضي بعدم تمرير صفقتين أجرتهما إدارة الشركة مع أطراف ذوي علاقه هما الشركة السعودية العالمية للتجارة المحدودة (سيتكو فارما)، و شركة الموارد التجارية المحدودة بقيمة إجمالية تتجاوز 230 مليون ريال.

الآن وبعد مرور ما يقارب السنة على ذلك الحدث نجد أن الامور لم تتغير على الاقل من حيث الوضع المالي للشركة (النقدية لدى الشركة نقص منها اكثر من 230 مليون اصحبت محجوزة في صفقه لم تتم وبانتظار استعادتها).

قد لا يكون هنالك اي علاقة اطلاقا بين النتائج التي حققتها الشركة للربع الثالث من العام الحالي وبين عدم تنفيذ الصفقتين لكنني تذكرت هذه الحادثه مباشرة عندما رأيت نتائج الشركة.

اعرف الى حد اليقين ان لسان حال المساهمين الذين اوقفوا تلك الصفقه (من لا يزال منهم يملك أسهماً في الشركة) لسان حالهم يقول ما قاله ابن عمي البدوي (يا ليتنا من حجنا سالمينا) على الاقل كانوا حصلوا على الارباح التي تحققها الشركة المشتراة.

اما المساهمون الذين دخلوا السهم بعد الجمعية العمومية المذكوره فلسان حالهم يقول ما قاله ابو العلاء المعري:

هذا جناه علي أبي ... وما جنيت على احد