مسلسل طويل من التراجع لسهم دار الأركان

05/10/2010 6
محمد النهدي

من الآفات المبتلى بها السوق السعودي وشركاته عدم وجود الشفافية لدى الإدارات عن أوضاع شركاتها ما يخلق جو من الضبابية لدى المستثمرين عن هذه الشركات وبالتالي يعمد المستثمرين إلى المبالغة في التقييم إما بالسلب أو الإيجاب ... ومن هذه الشركات التي يكتنفها الغموض شركة دار الاركان التي كسر سهمها يوم أمس قيمته الاسمية لاول مرة من إدراجه في اواخر 2007.

تعتبر شركة دار الأركان من الشركات التي يهتم لأمرها الكثير من المتداولين بالسوق ليس لتميز أدائها وانما لتدهور سهم الشركة في السوق من أول يوم أدرج فيه وحتى الآن، حيث انخفض السهم من اعلى سعر له سجله في اول يوم تداول عند 40 ريال (80 ريال قبل المنح) ليصل حاليا إلى 9.9 ريال بحسب إغلاق يوم الاثنين 4 أكتوبر 2010.

لاشك أن لعزوف المستثمرين عن شراء سهم الشركة ما يبرره على الرغم من المؤشرات المالية الجيدة للشركة بحسب نظر البعض مثل انخفاض المكرر وضخامة الأرباح مقارنة بالشركات العامة في نفس القطاع والمخزون الكبير من الأراضي، إلا أن عدم وضوح الرؤية لدى المستثمرين حول أوضاع الشركة المستقبلية ومشاريعها ومدى تطور الأعمال في هذه المشاريع مع ضخامة المديونية وارتفاع تكاليف خدمتها وقلة المشاريع المنفذه من قبل الشركة في ظل وجود فرص في السوق أكثر وضوحا، كل هذه الأسباب وغيرها أدت إلى عزوف المستثمرين عن الاستثمار في الشركة.

ولتوضيح مسألة الضبابية لدى الشركة، ساذكر الأخوة القراء بالمقابلة الصحفية التي أجراها مدير عام الشركة المهندس سعود القصير قبل عدة أيام، والتي قسمت إلى جزئين نظرا لكثرة الأسئله وحملت هذه المقابله الكثير من الجمل المنمقه والمنسقه والتي تدل على بلاغه عالية لدى المتحدث، إلا أن ما يهم المستثمر منها لا يخرج عن إجابة الاستاذ سعود للسؤال الأخير عن مشاريع الشركة الحالية في الرياض وجدة والمدينة. والتي ذكر خلالها ان يتوقع وصول الماء والكهرباء لمشروع شمس الرياض في عام 2013 ما يعني أن المشروع الذي تم طرح فكرته في 2007 قد تأجل لثلاث سنوات أخرى وسيستغرق انجازه خمس سنوات ولاشك أن لهذا التاجيل اثار على جدوى المشروع حيث كانت التكلفة التقديرية للمشروع في 2007 تصل إلى 6 مليارات ريال أما الآن وبعد التأجيل فلا نعلم تكلفة المشروع التقديرية ومدى جدواه، وايضا ادارة الشركة لم تطلع المساهمين على مستجدات المشروع.

ومن ضمن التناقضات في التصريح ما تتطرق له المهندس سعود إلى عدم الاستعجال في المشروع (شمس الرياض) واستثمار السيولة في مجالات أخرى حتى يقترب موعد وصول الخدمات، وبعد ذلك اشار إلى أن الشركة وقعت عقود المرحلة الأولى للبنية التحتية بقيمة مليار ريال!!! فلماذا الاستعجال في المشروع؟

وفي مشروع أخر وهو مشروع شمس العروس بجدة ذكر المهندس سعود أن الشركة استكلمت البنية التحتية للمشروع وجاري العمل على إعداد التصاميم النهائية للابنية ورفع معامل البناء لزيادة مساحة الابنية مع الجهات المعنية ... وبالعودة إلى إعلان الشركة قبل عام تقريبا فان الشركة ذكرت ان المشروع يشتمل على 10 آلاف وحدة سكنية يستغرق تنفيذها خمس سنوات بتكلفة 7.5 مليار ريال وسوف تقسم على خمس مراحل المرحلة الاولى تشمل بناء 2000 وحدة ويتوقع ان يتم البدء في أعمال الانشاءات للمرحلة الأولى خلال 2010 وحتى الآن بقي لنا شهرين على نهاية السنة ولم تبدأ الشركة أعمال الانشاءات للمرحلة الأولى ولم يذكر لنا المهندس سعود متى يتوقع بدء هذه المرحلة ... وكذلك الحال بالنسبة لمشروع قصر الخزام بجدة والذي لم يتم فيه شيء حتى الآن.

هذه التاخيرات في مشاريع الشركة مع عدم تواصل الشركة مع المستثمرين لاطلاعهم على تفاصيلها تعتبر نقاط سلبية في ملف الاستثمار بالشركة، وهو ما يعني أن الشركة ستظل تستنزف من مخزونها للاراضي المطورة لتوفير السيولة خلال السنوات القادمة، ويعطي انطباع للمستثمر عن عدم قدرة الادارة تنفيذ مشاريع كبيرة بشكل صحيح ومدروس.