عندما تساهم المواد البتروكيماوية في تحطيم الأرقام القياسية الرياضية

05/07/2009 15
عبد الغني هني

شهدت الالعاب الاولمبية التى جرت في بكين الصينية بتحطيم العديد من الارقام القياسية سواء في منافسات السباحة أو ألعاب القوى التى تميزت بتحطيم الرقم القياسي العالمي في مسافة المئة متر بتوقيت قدره 9,69 ثانية، حيث اثارت موجة من الجدل والتساؤلات حول مدى نظافة هذه الارقام وخلوها من تناول المنشطات، غير أن الشيء الذي لم يتم التطرق له هو مدى مساهمة المواد البتروكيماوية المستخدمة سواء في الملاعب أو في  المسابح في مساعدة الرياضين في تسجيل أرقام جديدة.

الشيء المثير للانتباه هو أن اخر الابحاث الفيزيولوجية تؤكد انة من المستحيل على جسم الانسان ان يعدو اقل من 9,75 ثانية، لكن وصول الرقم إلى 9,69 ثانية ابطل كل هذه الأبحاث وأثار تساؤلات حول وجود عوامل تعتبر نظيفة غير المنشطات تساهم في وصول الأرقام إلى مستويات دنيا.

لكن، التطورات الاخيرة والابحاث المكثفة التى تقوم بها الشركات المطورة للمنتجات الرياضية ساهمت بشكل كبير في تحسين هذه الأرقام، حيث تم استخدام أول جيل من العشب الصناعي (النجيل الاصطناعى)، والذي يعرف باسم تارتون (Tartan)، خلال ألعاب ميكسيكو الاولمبية سنة 1968، والذي طور من قبل شركة 3M الأمريكية، ومنذ ذلك الحين، تم تطوير العديد من الارضيات الصناعية والتى تحمى الجسم من الصدمات والاصابات.

أما في ألعاب بكين الاولمبية، فقد قامت شركة موندو الايطالية (Mondo) بتزويد ارضية ملعب عش الطائر، إضافة إلى ارضيات ملاعب كرة السلة وكرة اليد، حيث قامت بتصنيع ارضية ملعب عش الطائر باستخدام مادة المطاط الطبيعي، إضافة إلى استخدام مادة البولي يوريثان (polyurethane) حيث أطلقت عليها اسم موندو تراك أف تي أكس (Mondotrack FTX) والتى تمتاز بمرونتها وتحسين أداء الرياضيين.

واذا كان بساط شركة موندو الايطالية يصنع في اماكن بعيدة عن الملعب ويحضر إلى الملعب للتركيب، فإن منتجات شركات أخرى، كشركة كونيكا (Conica) التابعة لشركة باسف الأمريكية، قد طورت شكلا سائلا من البساط، يستخدم كطبقة فوق الاسفلت وهي عبارة عن نوع من أنواع المطاط السائل أطلقت عليه اسم (Conipur SW).

وعادة، يتم تصنيع الارضيات الاصطناعية الخاصة بميادين كرة القدم من مادتي البولي إيثيلين والبولي بروبلين، حيث أن أكثر من 70% من المواد المستخدمة في تصنيع هذه الارضيات هي مواد مسترجعة (recycled).

ولم يقتصر إستخدام المواد البتروكيماوية على الأرضيات والميادين الإصطناعية، وانما تعداه إلى العديد من الاجهزة والملابس التى تساهم في زيادة كفاءة الرياضين وتساعدهم في تحسين ارقامه القياسية، حيث أضحى هذا النوع من الصناعة تجارة رائجة على غرار شركة سبيدو (Speedo ) البريطانية والتى تقوم بانتاج البسة السباحة حيث تم تحطيم 44 رقما قياسيا من بين 48 من طرف سباحين يلبسون ملابس منتجة من قبل شركة سبيدو.

وتقوم شركة سبيدو باستخدام مادة البولي يراثين (polyurethane) مدعمة بالنايلون والتى تحتك مع الجسم مما يجعل الجسم ينساب بسهولة وبفاعلية مع سطح الماء، وبمعنى أخر تقلل من احتكاك الجسم مع الماء مما يعنى زيادة السرعة، وأشارت النتائج التى تم القيام بها بالمعهد الاسترالي للرياضة زيادة سرعة الرياضيين الذين يلبسون البسة سبيدو بنسبة 4%، كما تحسين زيادة تنفس الرياضيين بنسبة 5% مقارنة بالرياضيين الاخرين.

وبعيدا عن ميادين السباحة، قامت شركة نايكي الأمريكية بتطوير تقنيات جديدة في صناعة احذيتها الرياضية وذلك باستخدام بعض المواد البتروكيماوية على غرار الايثيلين فينيل اسيتات (EVA)، حيث يعتبر الحذاء الجدبد (Zoom Victory Spike) الأخف في العالم حيث يبلغ وزنه 93 غرام، واثبتت نتائج الاختبارات التى تم القيام بها إلى زيادة حماية القدم وتقليل الاحتكاك مما يساهم في تحسين اوقات المتسابقين.

والأكثر من هذا، تقوم بعض الشركات على غرار شركة باير الألمانية (Bayer MaterialScience) ببعض الأبحاث من أجل الوصول إلى اقمصة رياضية ذكية، تتجاوب مع متطلبات الجسم ونبضات القلب والأغرب من ذلك كله، هو قدرتها على الاتصال بأرقام النجدة في حالة الطوارئ؟!!!

وبصفة عامة، فإن استخدام المواد البتروكيماوية ساهم بشكل كبير في تحسين اداء الرياضيين والوصول إلى أرقام لم يستطع العلم توقعها، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه بشده، متى ستتوقف هذه الأرقام، وهل سنشاهد بطلا يقطع مسافة المئة متر في أقل من 9 ثواني؟!!!!!