هل هناك أصول رخيصة في الخليج !!!!! (1)

07/06/2010 7
د. أحمد المزروعي

إن أفضل الفرص الاستثمارية هي الاستثمار في الشركات التي يتوقع لها تحقيق مستويات نمو للأرباح والايرادات بشكل مستمر خلال السنوات القادمة مصحوبا بسعر معتدل في السوق والمشكلة في الخليج أن مثل هذه الشركات محدود جدا وحتى اذا وجدت فإن أسعارها لاتكون رخيصة في العادة...

ولأن عدد الشركات التي من الممكن أن تحقق نموا مستقبليا مضمونا محدود لعدة أسباب ربما يكون أهمها التقلبات الاقتصادية الواسعة في المنطقة بسبب إرتباط اقتصاديات المنطقة بتقلبات أسعار النفط وبعض السلع الصناعية الأخرى، فإن المستثمرين يلجأون في العادة إما للبحث عن أصول رخيصة نسبيا على أمل ان تقوم الأسواق لاحقا بتقييمها بشكل أفضل، أو بالبحث عن فرص آمنة قد لا تحقق نموا معتبرا ولكن على الأقل يمكن للمستثمر تحقيق عوائد نتيجة للحصول على الأرباح الموزعة بالاضافة الى توقع أرباح رأسمالية معقولة نتيجة لتحسن ظروف الأسواق.. أو حتى بالاستثمار في شركات تعاني حاليا ولكن يتوقع تحسن اداءها المستقبلي بتحسن الظروف المحيطة سوءا بالشركة أو الإقتصاد...

وبسبب عدم كفاءة الأسواق الاقليمية وضعف الخلفية العامة للكثير من المستثمرين في أسواق المنطقة فإننا نشهد تقييمات متطرفة لبعض الشركات في الاتجاهين، فهناك شركات متعثرة يتم تقييمها بأسعار عالية جدا  وفي مقابل ذلك هناك شركات تمتلك أصولا جيدة نسبيا ويتم تقييمها بتخفيض يكون احيانا كبيرا عن قيمة هذه الأصول...

سأركز في هذه السلسلة على الشركات التي يتم تداولها بتخفيض  مقارنة بقيم أصولها وأحيانا يتم تقييم  بعض الأصول بالمجان (على الأقل من ناحية نظرية)... كما سيتم الإشارة للمخاطر المحتملة التي قد لاتكون الشركة أفصحت عنها بشكل كاف والتي ربما تكون سببا في رخص تقييم هذه الشركات.. أما بالنسبة للاستراتيجيات الأخرى (نمو وسعر معتدل – شركات آمنة – شركات تعاني حاليا) فسيتم التطرق لها في سلسلة اخرى..

في الأسواق المتطورة يوجد بالعادة شركات وصناديق متخصصة وظيفتها البحث عن مثل هذه الشركات والاستحواذ على حصص فيها ومن ثم إعادة هيكلة اداراتها وأصولها بشكل يتيح إظهار القيمة الحقيقية للشركة والتي تكون مخبأة في العادة بين أرقام الميزانية...

أما في أسواق المنطقة وبسبب عدم كفاءة الأسواق الاقليمية وضعف الخلفية العامة للكثير من المستثمرين في أسواق المنطقة فإن مثل هذه الشركات قد تبقى مقيمة بشكل منخفض لفترات طويلة مما يجعل فكرة الاستثمار بها  أحيانا غير مناسبة أصلا...

في العادة تتركز هذه الحالات في الشركات التي تتمتع بهيكل معقد بحيث يصعب على جمهور المتعاملين وحتى المتخصصين تقييم أصول الشركة وقدرتها المستقبلية على تحقيق الايرادات والأرباح....

ولا يخلو الأمر من مخاطرة خصوصا في ظل الشفافية الغائبة وضعف أو غياب الإفصاح عن الكثير من التطورات، فما قد يبدو رخيصا أحيانا نكتشف لاحقا أن هذا الرخص له سبب وأن هناك مشكلة غير ظاهرة وأن هناك مطلعون يبيعون السهم نظرا لمعرفتهم الكاملة بالمشكلة والأمثلة كثيرة على ذلك خصوصا خلال السنوات الثلاث الماضية..

أتوقع أن يكون العرض بطيئا في هذه السلسلة نظرا لكونها تعتمد على وجود الفرص وعمل دراسة متأنية عليها وربما تكون وتيرة النشر بمعدل مرة أو مرتين في الشهر..