الجزائر تقترب من إستلام عبد المؤمن خليفة صاحب أحد أكبر عمليات النصب والاحتيال في العالم العربي من بريطانيا

27/06/2009 9
محمد معمري
 رفيق عبد المؤمن خليفة هو الاسم الكامل لرجل الأعمال الجزائري سابقاً- والمطارد من القضاء الجزائري والفرنسي حالياً- والذي أسس أحد أكبر المجموعات الاقتصادية– الوهمية- في العالم العربي خلال سنوات التسعينيات والتي ضمت شركة طيران، وبنك، وقنوات تلفزيونية، واستثمارات في الخدمات الأمنية والعقارية، وتأجير السيارات وغيرها. ... عبد المؤمن من مواليد سنة 1968 درس الصيدلة– مهنة الأب- وحصل على بكالوريوس وهو لم يتعد سن الـ 21 سنة، وورث عن والده– المتوفى سنة 1990- شركة أدوية، وسعها واكتسح بها السوق الجزائري، وفي سنة 1998 حصل على ترخيص لتأسيس بنك الخليفة أكبر بنك خاص في الجزائر وألحقه بتأسيس شركة طيران "طيران الخليفة" سنة 1999 والتي امتلكت أكثر من 20 طائرة في وقت قياسي. يذكر هنا أن الأزمة الأمنية التي كانت تمر بها الجزائر خلال التسعينيات زادت من سرعة صعود عبد المؤمن خليفة، وعلى سبيل المثال، فإن شركة الطيران التي أسسها جاءت في فترة علقت فيها الكثير من الشركات الأجنبية رحلاتها إلى الجزائر بسبب الظروف الأمنية، فتمكنت الشركة من السيطرة على السوق بسهولة مقابل منافسة ضعيفة من الشركة الحكومية المحلية.   مع بداية القرن الجديد-2000- زادت شهرة عبد المؤمن دولياً ووسع استثماراته إلى المجال الإعلامي، حيث أسس قناة فضائية في فرنسا باسم عائلته– الخليفة- والتي قيل إنه أسسها بتسهيلات إدارية لم تقدم حتى للمستثمرين الفرنسيين، وهو الأمر الذي أثار حفيظة وسائل الإعلام الفرنسية التي فتحت تحقيقات صحفية واسعة عن مصدر ثروته.   شملت استثمارات الخليفة الميدان الرياضي برعايته لفريق أولمبيك مرسليا– أحد أكبر الفرق الفرنسية- مقابل حوالي 120 مليون دولار آنذاك، وأقام في سبتمبر 2002 حفلة فنية خُرافية نقلتها مختلف وسائل الإعلام وجرت أحداثها في مدينة النجوم (كان) الفرنسية وحضرها العديد من المشاهير مثل كلوديا شيفر وناعومي كمبل وستينغ وبونو ودونيف وديبارديو وميلاني غريفيت وباميلا أندرسن.   خلال هذه الفترة نشرت صحيفة Le parisein الفرنسية تعليقاً عن عبد المؤمن قالت فيه أن (بيل غايتس) أغنى رجل في العالم لم يجمع المال بسرعة رفيق عبد المؤمن، وقالت أنه إذا واصل على ذات السرعة، فسيصبح أغنى رجل في جميع الأوقات.    كان بنك الخليفة يعد العملاء بنسب فائدة عالية وصلت إلى 16% - مقابل 6 % نسبة الفائدة لدى البنوك الحكومية- وأودع الكثير من الشركات والأفراد في الجزائر أموالهم لدى البنك، ومع بداية عام 2002 بدأ البنك يسجل حالات تخلف عن السداد، وفتحت السطات الجزائرية تحقيقات عن القضية بالتنسيق مع السطات الفرنسية، وتزامنت التحقيقات مع عقد شركة الخليفة للطيران لصفقة بقيمة تجاوزت المليار دولار مع شركات إيرباص الفرنسية لاقتناء مجموعة من الطائرات لصالح الخليفة، واتضح أن الأموال المدفوعة لم تكن ملكاً لشركة الطيران وإنما كانت من ودائع العملاء لدى بنك الخليفة.   أظهرت التحقيقات فيما بعد أن عبد المؤمن كان يسحب من البنك مبالغ تقدر بملايين الدورلات كمصاريف شخصية ومشبوهة- كحفلة "كان" الممولة من أموال المودعين لدى البنك- والكثير من التجاوزات المالية، وعلى أثر ذلك أصدر البنك المركزي الجزائري أمراً بالحجز على أملاك البنك وأوقف حركة أمواله نحو الخارج بسبب "معاملات غير شرعية". وقد أدى ذلك إلى إصابة فروع المجمع بالعجز حيث أصيبت "الخليفة للطيران" بشلل كبير، ما أدى بالشركات التركية والألمانية التي أعارت طائرات إلى "الخليفة للطيران" إلى سحب طائراتها.   وأعلن رسميا عن انهيار المجمع الوهمي نهاية عام 2003 مخلفا وارءه خسائر قدرها البعض بـ 1.5 مليارات دولار أمريكي وأكثر من 5 آلاف موظف عاطل عن العمل. فر عبد المؤمن إلى بريطانيا، واعتقلت السلطات الجزائرية العديد من الكوادر العاملة في المجمع، كما تم اعتقال كوادر أخرى عاملة في البنوك الحكومية بتهمة التستر على التجاوزات التي كانت تسجل من قبل البنك.   واليوم وبعد مرور أكثر من خمسة سنوات على انهيار المجمع قررت الجهات القضائية في بريطانيا تسليم عبد المؤمن خليفة للجزائر، حيث سيحاكم بتهم السرقة والنصب والاحتيال، وخيانة الأمانة، وتكوين جمعية أشرار. ويواجه في حالة الإدانة عقوبات تصل إلى السجن لعشرات سنوات، وكذا دفع غرامات مالية ضخمة.