الصفقة الملعونة ..

22/06/2009 6
اسلام زوين

كل شئ كان يسير في أفضل صورة، ولكن ما حدث كان أمرا غريباً تحول مع مرور الوقت الي ظاهرة غامضة أثارت الجدل، فممول المشروع أصيب بحمي غامضة و توفي في منتصف ليلة باردة في القاهرة بل أن التيار الكهربي قد أنقطع عن المدينة بالكامل، و صاحب فكرة المشروع أيضا توفي بنفس الطريقة في وقت لاحق بل أن كل من ساهم في هذا المشروع قد أصيب بلعنة غريبة تبدء بالحمي و تنتهي بالوفاة.

 إنه ليس فيلما سنيمائيا ولكنها أحداث جرت في النصف الأول من القرن الماضي في القاهرة لكل من ساهم في مشروع التنقيب عن مقبرة الفرعون المصري الشهير "توت عنخ أمون" في فبراير 1922 وعرفت إلى الآن بمصطلح "لعنة الفراعنة".

 لقد إستحضرتني هذة الأسطورة وأنا أتابع صفقة "عمر أفندي" منذ أواخر عام 2006 وحتي الان، بل أنني تحرجت كثيرا و ترددت أن تكون أولى مشاركاتي عن هذة الصفقة، فهي موضوع شائك وقد يقابل بالرفض من أدارة المنتدي نظرا لحساسية الموضوع وتدني المعلومات الأ انني لن أنكر انني ربطت بين لعنة الفراعنة ولعنة "عمر أفندي" علي كل من ساهم في هذة الصفقة.

تبدء أحداث الصقفة منذ حوالي ثلاث أعوام وتحديدا في 25 سبتمبر 2006 عندما استحوذت شركة سعودية "أنوال" علي 90% من شركة "عمر أفندي" المصرية لتنهي أكثر صفقات الخصخصة جدلاً في السوق المصري بعد سلسلة من المفاوضات والخلافات التي شابت الصفقة منذ بدايتها حتى توقيع عقد البيع، والحقيقة أن "أنوال " قد ورثت 5900 موظفا وهيكل إداري مهلهلاً يعلمه الجميع ويقر به، وقد كان الأمل يحذو الجميع بنهضة ذلك العملاق من سوء الأدارة و عودته مرة أخري لحظيرة الأرباح.

الي هنا و تبدو الصفقة عادية بغض النظر عن تفاصيل البيع، فلقد نجح الثنائي "جميل و طلبة" في أقناع الحكومة المصرية ولم تسلم الصقفة من البهارات المصرية الصحفية عن التجاوزات والرشاوي والهدايا، إلا أن ثنائي الصفقة كانا علي درجة عالية من التنسيق فلقد كان مدير "أنوال" السيد جميل القنيبط هو القوس وكان مهندس الصفقة السيد مجدي طلبة هو السهم.

بدأت الأمور في التدهور بعد عشرة شهور فقط عندما قدم أحد نواب الأخوان المسلمين إستجوابا في البرلمان المصري عن أحقية أنوال في بيع 5% من حصتها، من ذلك الحين ظهرت اللعنة فتقدمت الشركة القابضة المصرية بمذكرة من 30 صفحة تطالب بفسخ العقد لخلاف في بند تسريح العمالة بما لا يزيد عن 600 عامل وتجاوز أنوال في تسريح 1800 عامل فلجأ الطرفان الي "التحكيم" و للأن لا يجزم أحدا بما قد يسفر عن لجنة الحكم.

أيضا فقد أعتذر مدير الشركة الفرنسي "أرنوه" عن الأستمرار وغادر القاهرة الي فرنسا بلا عودة، وأستكمالا لفصول اللعنة فقد أختلفت "انوال" مع مهندس الصفقة الشهير "طلبة" مع مطالبة الأخير بـ 72 مليون قيمة عمولات.

هل أنتهت اللعنة ؟ لا !! فقدمت "أنوال" لسوق المال ما يفيد أنها حققت خسائر قدرها 523 مليون جنية مصري إضافة الي مبلغ 498 مليون جنية في صورة قروض وألتزامات بنكية، وظهرت اشاعات في مارس الماضي بتصفية "عمر أفندي".

مازالت اللعنة تسير، وطالت رئيس الشركة القابضة المصرية "هادي فهمي" والذي أتم الصفقة، فقد ترك موقعه بناءاً علي أمر من وزير الاستثمار المصري وجعله مستشاراً للوزارة "منصب شرفي" (جريدة الوفد 3 فبراير 2008) ....

لا هناك فصل أخر من اللعنة وهو خلاف حاد في وزارة الأستثمار بين وزير الأستثمار "محمود محي الدين" و بين رئيس الشركة القومية للتشييد حول أختفاء 59 مليون جنية مصري من اموال صفقة "عمر أفندي" الأمر الذي نشر رسميا في تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات "جهة رقابية مصرية" و هو الأمر الذي جعل اللعنة قد تصل لوزير الأستثمار نفسه حسب مطالبات البعض بتقديمه للمحاكمة.

أخيراً ... قد يكون التشابهة بين لعنة الفراعنة ولعنة "عمر أفندي" محض صدفة فقط في عقلي الباطن الأ أنها حقا ظاهرة تستحق التدقيق. وفقكم الله