الإسراع في تنفيذ قرار تداول الصكوك

20/06/2009 5
محمد أبو مليح

على غير ما عودتنا عليه هيئة السوق المالية السعودية - خاصة في الفترة الأخيرة - جاء تنفيذ قرار البدء في تداول السندات والصكوك متعجلا فهيئة السوق أعلنت عن بدء العمل في سوق الصكوك قبله بـ 5 أيام فقط، وهي فترة غير كافية حتى يستطيع المستثمرون أن يدرسوا كيفية التعامل مع السوق الجديدة وأهميتها، وغير كافية لمتابعي السوق حتى يستطيعوا أن يدرسوا كيفية متابعته، خاصة أنه سوق جديد ليس في المملكة وحسب بل وفي المنطقة العربية كلها، بالإضافة إلى ذلك فالهيئة وضعت نظاما للتعامل مع سوق السندات مختلف في كثير من الجوانب عن سوق الأسهم، فحجم التداولات بالريال وكذلك القيم والسعر بالنسبة المئوية، على الرغم من أن الشكل الموضح لهذه البيانات (على موقع تداول) لا يختلف نهائيا عن الشكل الموضح لنفس البيانات في سوق الأسهم إلا أن وحدة القياس هي المختلفة.

ولم تعلن الهيئة عن هذه التفاصيل إلا في يوم بدء العمل في السوق وفي مكان غامض من الصعب على الكثيرين أن يلاحظوه، بالإضافة إلى أن الوقت الذي ظهرت به هذه التفاصيل غير كاف لدراستها أو مطالعتها بشكل جيد يمكن المتابعين من متابعة السوق الجديدة بدقة. ونتج عن ذلك كله أن الغالبية العظمى من متابعي السوق وقعوا في أخطاء عند كتابة تقارير عن أول صفقتين في سوق السندات فمعظم المتابعين اعتبروا أن حجم التداول بالصك وبناء على ذلك اعتبر العديدون أن قيمة تداولات أول يوم مليار ريال، واعتبر آخرون أنها مليون ريال، وقال البعض إنها أكثر أو أقل من هذا وذاك، والصحيح أنها كان 101 ألف ريال، وكان عدد الصكوك 10 صكوك فقط.

وأرى أن ذلك كله ناتج عن عدم وجود فترة كافية للاطلاع من قبل متابعي السوق على بنود وتفاصيل هذه السوق، بالإضافة إلى الغموض الذي اكتنف المكان الذي قامت هيئة السوق بنشر هذه المعلومات فيه، وعدم تمييزه كما فعلت الهيئة في موضوع هيكلة القطاعات أو نظام المؤشرالجديد وموضوع الأسهم الحرة، وحتى التقارير والكتيبات التي قامت الهيئة بنشرها في الفترة الأخيرة، حيث كانت تضع كلمة "جديد" وبلون مميز يلفت النظر إلى أن هناك شيئا جديدا قامت الهيئة بإضافته على موقع تداول. وكانت الهئية في آخر قرارات لها، سواء هيكلة القطاعات أو موضوع الأسهم الحرة، كانت تترك فرصة للمتابعين والمتداولين للاطلاع على تفاصيل النظام أو القرار الجديد حيث كانت تنشر هذه التفاصيل قبل تطبيقها بوقت كاف بل كانت تقوم مشكورة بمراسلة العديدين لأخذ آراءهم حول هذا النظام، وتقوم باسطلاع رأي المتداولين والمختصين على حد سواء في مثل تلك القرارات مما كان أولا يقلل من وقعها على نفوس المتداولين حيث نعرف أن الإنسان دائما يأخذ فترة من الوقت حتى يعتاد على أي شيء جديد في حياته، بالإضافة إلى أنها كانت تستفيد - بالتأكيد - من آراء المتداولين والمتابعين عند استطلاع آراؤهم.

وفي الأخير فسوق الصكوك - بعيدا عن الناحية الشرعية فهي لها أهلها - هو خطوة جيدة يجب أن يكون لها ما بعدها من تطوير هذه السوق وتنظيمها وتغذيتها بالكثير من الصكوك ويا حبذا لو كان على الطريقة الإسلامية، وذلك لفتح قنوات جديدة شرعية أمام المستثمرين.