هل تكلفة طباعة الدولار أعلى من قيمته الحقيقية!!

21/04/2010 36
لؤي احمد

هل الدولار فقاعة على وشك الانفجار؟ ربط الدولار مع الذهب .. حسب رأي عدة محللين فانه ربما تكون بداية انهيار الدولار من ايران، ليس بسبب السلاح النووي الايراني المزعوم بل من سلاح أشد فتكا .،اذ ستبدا ايران افتتاح بورصه تداول للنفط باليورو، ربما يبدو تأثير هذة الخطوه ضئيلا او شبة معدوما، الا انه سيكون له تأثير أكبر ممما يمكن لنا تخيله.

تبدا القصة من عام 1929 بعد انهيار وول ستريت  و انطلاق شرارة الكساد عالمي والحرب العالمية الثانية. خلال تلك الحرب قامت الحكومة الامركية الموردة للاسلحة و الذخائر الى جميع حلفائها برفض  ان يدفع لها حلفائها بالعمله بل الدفع سيكون بالذهب, و بحلول عام 1945، اصبح 80 ٪ من الذهب في العالم مكدسا  في  خزائن الولايات المتحدة، ليصبح الدولار العملة الاحتياطيه العالمية التي لا جدال فيها  بل و انها اصبحت  تعامل في جميع أنحاء العالم كأنها `اكثر امانا من الذهب' واصبحت الدول الاخرى تضكدس احتياطياتها بالدولار أكثر من اي شي اخر حتى وصل المطاف الى ان تصل  66 ٪ من إجمالي الثروة في العالم بالدولار امريكى، مما جعل  الولايات المتحدة تطبع جبال من الدولارات بدون غطاء من الذهب و تستورد لكميات متزايدة من السلع الاساسية ، وتمول الكثير من الحروب في الخارج ، و ذلك كله بالمجان!.  و لم يؤثر في وقته على معدل التضخم في الولايات المتحدة كون الانفاق مركز في الخارج.

في عام 1971 حاولت عدة بلدان في آن واحد بيع جزء صغير من دولار الى الولايات المتحدة مقابل الذهب، ولم تستطع الحكومة الامريكية السداد  و حاولت الحكومة وقتها ترويج  نظرية `قطع الصلة بين الدولار والذهب' ، في انكار لحقيقة ان فشل تغطية الذهب هو عمل من اعمال الإفلاس من قبل حكومة الولايات المتحدة الامريكية '.

 البحث عن بديل و النفط هو الحل وهنا  كان على الولايات المتحدة الآن ان تجد طريقة لبقية العالم على الإعتقاد والإيمان في ورقة الدولار. وكان الحل في النفط ، في Petrodollar.  اذ استطاعت الولايات المتحدة بنفوذها ان تقنع منظمة البلدان المصدرة للنفط لبيع النفط مقابل الدولار فقط ،وانقذ الدولار من الازمة. وكان للبلدان الاخرى الاستمرار  لابقاء الدولار لشراء النفط الذي تحتاجه. ولتتمكن الولايات المتحدة من شراء النفط فى جميع انحاء العالم ، مجانا مرة اخر.

وزاد تألق الدولار و سيطرته على الاقتصاد،،اذ اصبح اكثر من اربعة اخماس جميع معاملات النقد الاجنبي ونصف جميع صادرات العالم مقومه بالدولار. وبالاضافة الى ذلك ، كل قروض صندوق النقد الدولي مقومه بالدولار. '

هذا النظام يجعل من الدولار الامريكى العملة الاحتياطيه العالمية في تجارة النفط و يبقى الطلب على الدولار متزايد. وهذا ما يمكن الولايات المتحدة من الاستمرارفي طباعه الدولار مقابل لا شيء لتمويل زيادة الانفاق العسكري والانفاق الاستهلاكي على الواردات. ولا يوجد أي نظرية للحد من كمية الدولارات التى يمكن ان تكون مطبوعة، ما دامت الولايات المتحدة لا يوجد لها منافسون جادون و ما دام هنالك الدول الاخرى التي على الثقة في الدولار الامريكى.

حتى وقت قريب ، كان الدولار الامريكى في امان ، الى ان بدات اوروبا بالنمو المضطرد و لتضم اجزاء جديدة لها، و بدا رؤساء  المانيا و فرنسا بالغيره من قدرة الولايات المتحدة ة على شراء السلع  في جميع انحاء العالم مقابل لاشيء. اي انهم يريدون قطعة من الكعكه المجانية ايضا، وبعد  عدة اشهر من انشاء  اليورو عام1999 ،اعلن العراق بانه سوف يبدا ببيع نفطه باليورو، كما و اعلنت كل من فنزويلا و روسيا و ليبيا اهتمامها بالموضوع،مما اثار الرعب في نفوس الادارة الامريكية، وفي عام 2002 استكمل العراق بتحويل جميع مبيعاته باليورو و لتبدا الولايات المتحده بعدها باشهر قليلة بحملة عسكرية ضد العراق وبعد احتلال العراق عادت مبيعات النفط العراقية بالدولار.

وفي أوائل عام 2003، اعلن هوغو شافيز ، رئيس فنزويلا عن خطط لبيع نصف النفط باليورو (النصف الآخر تشتريه الولايات المتحدة). وفي 12 نيسان / ابريل 2003 ، ايدت الولايات المتحدة وكبار رجال الاعمال وبعض الجنرالات خطف شافيز في فنزويلا ومحاولة انقلاب. الا ان الانقلاب فشل.

في تشرين الثاني / نوفمبر 2000 وصل  اليورو / الدولارالى 0.82 دولارات ، وهو ادنى من اي وقت مضى ، وكان مستمرا بالهبوط ، الا ان وعندما بدا العراق بيع النفط باليورو توقف اليورو عن الهبوط، وفي عام 2002 بدات منظمة البلدان المصدرة للنفط بالتحدث عن المتاجره باليورو ، لينطلق  سعر صرف اليورو. وفي حزيران 2003  بعد احتلال العراق وتحول بيع النفط الى الدولار انخفض اليورو مقابل الدولار مرة اخرى. اما في اب 2003  بعدما بدات ايران فى  بيع النفط باليورو الى بعض الدول الاوروبية  اخذ اليوروبالارتفاع بحدة. وفي شتاء 2003-2004 تحدثت  منظمة البلدان المصدرة للنفط وروسيا بشكل جدي عن تحويل مبيعات  النفط والغاز الى اليورو حلق اليورو.وايضا في شباط 2004 اجتمعت منظمة البلدان المصدرة للنفط  وفشلت في اتخاذ قرار بشان تسعير النفط ونعم انخفض اليورو مقابل الدولار.  و اخيرا عند اعلان ايران في حزيران / 2004 عن بناء بورصة تداول للنفط باليورو  ليرتفع اليورو  وليصل الى رقم قياسي وقتها عند 1،27 دولار.

صورة قاتمة للاقتصاد من المنطقي بالنسبة لأوروبا ، والصين ، والهند واليابان وروسيا- شراء وبيع النفط في منطقة اليورو. وسوف تحتاج  الى اليورو لاتمام الصفقات  و ستلجأ الى ان تبيع الدولار للقيام بذلك. والمشكلة بالنسبة لكثير من البلدان حتى الان هو : كيف التخلص من الدولار ، قبل ان يتحطم؟  خاصة ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تقبل حتى 5 ٪ من الدولارات في العالم مما قد يؤدي الى انهيار ليس فقط اقتصاد الولايات المتحدة،بل ومعه جزء كبير من العالم وخصوصا بريطانيا. ليس هنالك الكثير من الخيارات امام الولايات المتحده،اذ حتى لو قضت على بورصة ايران للنفط  بطريقة او باخرى ،فان ذلك سيكون مؤقتا، اذ ان فكرة بورصة تداول باليورو اصبحت مطروحة و هنالك توجه اخر لانشائها في بروكسل! بعض المحللين يرون ان هنالك حل واحد فقط امام الولايات المتحده، وهو اصدار عملة جديدة بدل الدولار، الا انه لن يكون منطقي، اذ سيؤدي الى كوارث اقتصادية في ثلثي دول العالم!!

في عام 2007 كانت متوسط سعر النفط نحو 60 دولارا. ووصل خلال 2008 الى حوالى 147 دولارا. ويعني العالم كله كان يدفع 60 دولارا للبيرميل  واصبح يدفع 147 دولار للبرميل مما يعني زيادة الطلب على الدولار بنسبة 145% تقريبا، اي ان الولايات المتحدة قد ضاعفت من عمليات الطباعه المجانية للدولار !!!!