الأزمة المالية العالمية.. هل أصبحت شماعة للشركات؟

18/06/2009 6
عبدربه زيدان

لم أكن أتوقع وأنا في طريقي إلى البيت في مدة لا تتجاوز الساعتين سماع الأزمة المالية العالمية ثلاث مرات متتالية!

فما إن خرجت من عملي أمس متجهاً إلى أصدقائي، الذين لم أرهم منذ فترة ليست بقصيرة، حتى أعلمني أحد أصدقائي أنه لم يعد يعمل في شركته السابقة معللاً ذلك بالأزمة المالية العالمية وتأثيرها على الشركة ما عزا الشركة للاستغناء عن الموظفين، والآخر اشتكى أيضاً من الأزمة العالمية بسبب تأخر الشركة عن صرف الراتب المستحق له منذ شهرين، حتى أصبح البائعون في المحلات الصغيرة لا يفون بديونهم والحجة معروفة.

وفي شركاتنا المساهمة تكاد هذه الجملة "الأزمة المالية العالمية" تسبق إعلان الشركات عن أرباحها ويسبق أي اجتماع جمعية عمومية وأي اجتماع للشركات، فأصبحت جميع الإدارات تعلل أخطاءها والتي كان بعضها قبل الأزمة المالية بمشكلة واحدة ألا وهي الأزمة المالية العالمية، فأصبحت هذه الجملة بدلا من أزمة عالمية "ماركة عالمية".

وبالأمس كانت شركة بروة العقارية "التي تعتبر من أكبر الشركات العقارية في دولة قطر" ضحية نصب لأحد رجال الأعمال في جنوب إفريقيا "باري تانينبوم" بإقراضه 40 مليون دولار بعد وعوده بعوائد تصل إلى 1 % أسبوعياً.

وبعد انكشاف الأمر خاطبت إدارة سوق الدوحة الشركة من "مبدأ الشفافية" وجاء رد الشركة في المقام الأول نتيجة لإفرازات الأزمة المالية العالمية التي ترخي بظلالها على معظم دول العالم… إلخ.

كالعادة الأزمة المالية هي السبب.. لا أدري هل الأزمة المالية هي ضمان لرجل الأعمال حتى تقرضه الشركة مبلغاً ضخماً قدره 40 مليون دولار، أم الأزمة العالمية هي التي جعلت الشركة تتجه من العقار إلى الإقراض‼!

والغريب في ذلك أن الشركة قامت بمنح القرض خلال شهر فبراير الماضي بعد أن عرفت الأزمة المالية العالمية في جميع بقاع الأرض وأصبح يعلم بها الصغير قبل الكبير.

كما مارست الشركة من خلال إعلانها سبل تظليل المساهم فبعد إرجاع السبب للأزمة اعترفت بوجود تسهيلات وبوجود مبلغ وأن المبالغ المتعثرة لا تشكل تأثيراً ملموساً على بقية الاستثمار ولكنها لم تحدد ذلك المبلغ والأدهى من ذلك بعد صدور الإيضاح تداول المستثمرين أنها كانت شائعة فقط ‼‼‼‼

فهل أصبحت الأزمة المالية العالمية شماعة للشركات تعلق عليها جميع أخطاءها ؟؟