يا أصحاب القرار: الإنطباع الأولي

04/04/2010 8
داود المقرن

أخي القارئ العزيز : تجد نفسك عندما تذهب إلى مطعم، هذا المطعم لأول مرة تذهب إليه، فإنك حتماً ستصدر حكماً نهائياً على هذا المطعم عند مغادرتك له، وقد تصدر الحكم وأنت بداخله، فإما أن تقول إن هذا المطعم سيئ للغاية،( وتوبة أرجع له مرة ثانية ) أو ستقول هذا المطعم رائع وسأكرر الزيارة له.

أنا لا أعتقد أن الشريحة الكبرى ستكتفي بإصدار الحكم لنفسها، بل سيذهب بها الأمر لترويج الحكم للآخرين،فتجده صاحبنا يقول لأهله - لإخوته - لأصدقائه - لزملائه في العمل – لجارهـ ( يافيه مطعم رووووووعة لايفووووتك ) أو على النقيض من ذلك ( فيه مطعم تعبااااااان ). كما أنني أجزم أن الغالبية من هؤلاء يصل بهم الأمر إلى مقاومة أحكامهم، فعندما يمتدح أحداً أمامه ذلك المطعم وهو يراه غير ذلك فستجده يقاوم ويعطي المبررات، والعكس كذلك لو خرج بإنطباع رائع عن المطعم، ويأتي من يقدح في ذلك المطعم فإنه سيعمل على إقناعه بأن المطعم رائع. لماذا أقول ذلك ؟ نحن في المجتمع العربي وبخاصة السعودي ( سمعيون ) نحكم على الآخرين أفراداً كانوا  أومنشآت بمجرد سماعنا عنهم ؟ أسألك أيها القارئ العزيز: عندما تقرأ إعلانا لمطعم في صحيفة معينة، وأنت بجانب زميل لك في العمل ثم قال لك ( لا يهمك ) ( اتركه عنك ) يا أخي ذهبت له مرة جلست ساعة وأنا أنتظر الوجبة. أو قال لك طهيهم سيئ ( وما فيه طعم ). أو رأيت النظافة عندهم منعدمة ( وسخين ) أو غير ذلك؟ أسألك هل ستذهب للتحقق أم ستقول سأجرب أم ستصرف النظر عن هذا المطعم ولن تذهب إليه ؟ أعتقد أن الخيار المطروح أمامك هو الأخير. هذا المطعم لم يحرص على أن يترك إنطباعاً جيداً لعملائه فخسر رجوع العميل له مرة أخرى، وخسر أناساً كانوا سيكونون عملاءاً  له لولا هذا العميل الذي خرج بانطباع سيئ. الشأن ينطبق على مؤسساتنا المالية والعقارية والصناعية والاتصالات وجميع القطاعات، إذا خرج العميل من مؤسستك المالية بإنطباع سيئ بأنكم أصحاب ( لف ودوران ) أو مماطلة فالخسارة عليكم، خسرتموه هو، وخسرتم كل من له احتكاك بذلك العميل. لذا ينبغي على الإدارات العليا في المنشآت أيّاً كانت وبمؤازرة فريق التسويق لديها وضع استراتيجية وخطة عمل واضحة المعالم لجميع ( أقول لجميع ) منسوبي المنشأة من شأنها تثبيت صورة رائعة للعملاء. واستراتيجية الانطباع يجب أن تطول حتى المنشآت ذات الشراكات، فمثلاً قد يترك العميل بنكاً بسبب تعامل مشين من قبل رجل أمن الذي ينتمي أصلاً لشركة أخرى. لذا فإن رسم إنطباع رائع ومميز لدى العملاء الكرام من أهم عناصر العملية التسويقية الحديثة. والأهم من هذا كله العمل على استمرارية الصورة الرائعة والتي ثبتت في أذهان العملاء.  أنا سجلت وتشرفت أن أكون كاتباً في أرقام بسبب صديق عزيز علي خرج بانطباع رائع عن هذا الموقع ومصداقيته.