أقيم حديثا منتدى الاستثمار الرياضي 2025 برعاية وزارتي الرياضة والاستثمار. المنتدى معبر عن تطلعات بلادنا الرياضية الاستثمارية. إن بلادنا لديها طموحات في تحقيق مكانة عالمية وتنميـة مسـتدامة فـي المــجال الرياضي واستثماراته، ما الذي يساعد على تحقيق هذه الطموحات؟ تكوين أساسات وبنية رياضية متاحة للجميع، وعلى رأسهم الصغار والشباب. كيف؟ توفيـر بيئـة تأهيل بدني تدريبا وتعليما، وبرامـــج أكاديميـــة رياضية عاليـــة الجـــودة. وهناك أمور أخرى جرى بحثها في منتدى الاستثمار الرياضي، يساعد بقوة على تكوين الأساسات والبنية الرياضية وغيرها وجود أندية جذابة داخل الأحياء. جاذبية تلك الأندية تحتاج إلى توفر عناصر، أهمها أربعة: الأول تصمبم وبناء وإدارة بمستوى عال من حيث الشكل والتجهيز والمضمون ومراعاة الاحتياجات. والثاني أن تقدم خدماتها بأسعار معتدلة يقدر عليها أغلبية الناس. والثالث أن تتوفر في كل حي تقريبا. والرابع أن توفر بها أنشطة ومهارات، وخاصة بدنية، وفق احتياجات ورغبات وترتيبات.
لدينا مبادرة أندية الحي الترفيهية التعليمية المندرجة تحت مظلة رؤية 2030، وتقوم على تنفيذها شركة تطوير للمباني. الشركة حكومية مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، وذراع منفذ لمشاريع وزارة التعليم، لكن الأندية القائمة قليلة. بمدينة الرياض 6 أندية، 3 للبنين و3 للبنات. مع أن سكان الرياض اقتربوا من الوصول ألى 10 ملايين، موزعين على نحو 200 حي تشغل مساحة تزيد على 2000 كم2.
من المؤمل إنشاء أندية أحياء كثيرة، أندية للذكور وأندية للإناث، أو يقسم كل ناد إلى قسمين منفصلين تماما. ويتوقع أن يقام كل ناد على أرض مساحتها كبيرة. هناك فرصة للاستفادة من مرافق المدارس، مما يقلل من المساحة الإضافية وتكلفة الإنشاء. وهنا يفتح مجالا لدخول وزارة التعليم مع وزارتي الرياضة والاستثمار. طبعا المدارس بها مرافق رياضية لكنها دون الطموحات المستهدفة من الأندية المقترحة. حيث إن تشغيل الأندية مكلف، فمن المهم أن توفر في الأندية مرافق تستثمر، بما يحقق عوائد، بحيث لا يكون التشغيل عبئا ثقيلا على مالية الدولة.
بقية المقال يطرح مقترحات في التنفيذ:
تأسيس شركة ذات بنية مؤسسية متطورة ملكيتها تتوزع بين الحكومة ممثلة بالوزارات المعنية، والأهالي، والقطاع الخاص، ومن يرغب من شركات اللياقة البدنية القائمة. تتولى الشركة المسؤولية المباشرة أو غير المباشرة في التصميم فالتنفيذ فالإدارة. يقترح أن تكون بنية الشركة بين تعاونية وتجارية، وبرأسمال كاف. وتعمل الشركة وفق أسس تجارية أو شبه تجارية تحفز على المساهمة فيها وتضمن استمرار تقديم خدماتها بنفس المستوى.
هناك أكثر من شكل للتنظيم والهيكل الإداري، سواء على مستوى المملكة أو مستوى المنطقة أو مستوى النادي الواحد. ويعمل في كل منطقة أو محافظة أو مدينة مجلس إشرافي على أنديتها. ويعمل في الأندية موظفون مؤهلون، برواتب جاذبة منافسة. وتعمل آلية لعمل ومكافآت العاملين غير المتفرغين، كما ينبغي تطوير آلية للاستفادة من مرافق بعض المدارس والعكس كذلك، أي استفادة بعض المدارس من مرافق الأندية المقترحة.
خدمات الأندية ليست مجانية بل بمقابل مادي ولكنه مخفض نسبيا، يراعي قدرات الناس المادية. ويمكن تحقيق ذلك عبر وسائل كثيرة منها إتاحة فرص استثمارية في الأندية بحيث تشكل مصدرا معتبرا من مصادر إيراداتها.
نقلا عن الاقتصادية