إعداد المدير العالمي

24/04/2024 1
د.عبد الوهاب بن سعيد القحطاني

لا يزال النمط القيادي المركزي السائد في إدارة معظم الشركات ما يضعفها أمام المنافسة العالمية، ولقد أصبحت مركزية القرار والتركيز على العملية الإدارية من الأساليب القديمة التي لا تتفق مع الإدارة الإنسانية الحديثة أو الإدارة بالمشاركة والتي تعتبر النمط الإداري المسيطر في الشركات العالمية الناجحة، الحقيقة أن البيروقراطية تنخر عظم الإدارة في معظم الشركات التي تنتهجها.

فهم المدير للموظف ومشاركته المشورة التي يقدمها فيما يخص عمله من أبجديات الإدارة الحديثة، أما الإدارة بالأهداف والمشاركة فقد تبنتها بعض الشركات الغربية بشكل طوعي بينما تبنتها أخرى تحت ضغوط قانونية، يواجه المدير العالمي مقاومة التغيير، خصوصاً عندما يكون متعسفاً مع الموظفين، لذلك أشير بتغيير نمطه القيادي لكسب ثقة واحترام موظفيه، التغيير في النمط القيادي دليل على وعي المدير العالمي وانفتاحه، لكن هذا لا يكفي إلا إذا توافرت المعرفة والمهارات والخبرة الضرورية لتطوير الشركة عالمياً.

يواجه المدير العالمي عدة تحديات مثل اللغة والثقافة والسياسة والمجتمع والمنافسة والموظفين المتعددين الثقافات والجنسيات بالإضافة إلى خبرته ومعرفته الإدارية المحلية تحت الظروف العالمية الجديدة، حيث لا يمكن تعميم النظرية الإدارية في جميع أنحاء العالم، فالإدارة في اليابان قد تكتسب طابعاً يابانياً يعتمد على ما يسمى بالإدارة اليابانية التي يحكمها أسلوب فريق العمل، بينما تعتمد الإدارة الغربية وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية على المجهود الفردي، فالثقافة لكل بلد تضيف إلى الإدارة العالمية مذاقاً محلياً يعطيها رونقاً، لكنه لا يؤثر بشكل سلبي في النتائج في معظم الحالات، بل قد يكون ضرورياً للحفاظ على القيم الإدارية المحلية، يتطلب التدريب اللغوي والثقافي بشكل عام استعداد الموظف وتقبله للمجتمع الجديد.

يتعامل المدير العالمي مع مزيج من الموظفين غير المتجانسين من الناحية الثقافية والعادات والتقاليد والدين واللغة، لذلك يتطلب الأمر التعرف عليهم وتقبل الاختلافات الثقافية من غير تحيز لكونها تختلف عن ثقافته، التكيف مع البيئة الجديدة يصبح سهلاً عندما يتوافر التدريب المناسب والتعريف الحقيقي بالثقافة الجديدة من كافة الجوانب ذات العلاقة بمهمته.

ختاماً.. إعداد المدير العالمي للقيام بمهامه بدرجة كافية ضروري لنجاح مهمته في الدول التي يوفد إليها للعمل، يسهل تعرف المدير العالمي المرن على ثقافة الدولة والاتصال والتواصل ذات العلاقة بنشاطات الشركة، ولنتذكر أن الشركة لا تعمل بمعزل عن البيئة التي تزاول فيها نشاطاتها المختلفة، مرونة وانفتاح المدير العالمي يساعدانه على التكيف مع البيئة الجديدة ويقللان من تكاليف تدريبه وإعداده للمهمة المنوطة.

 

 

 

 

نقلا عن اليوم