"البنوك السعودية" والتوعية المالية

03/12/2023 0
رابعة الشميسي

في عالمنا المالي المعاصر، أصبحت التوعية والمعرفة المالية من الأمور الضرورية لتحقيق النجاح المالي والاقتصادي، حيث إن التركيز على استهداف فئة الطلاب والطالبات يلعب دورًا حاسمًا في بناء أسس مالية قوية وصحية تنعكس إيجابا على المجتمع، وعندما نتحدث عن المعرفة المالية والتوعية، فإننا نشير إلى معرفة المفاهيم المالية وقدرتنا على تطبيقها في حياتنا اليومية، تلك المعرفة المالية تساعدنا على اتخاذ القرارات المالية الصحيحة والمستدامة، والتي تنعكس آثارها بشكل كبير على حياتنا من حيث القدرة على إدارة المال بشكل صحيح، لذلك سعينا باجتهاد في لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية للقيام بدورنا في نشر المعرفة والمفاهيم المالية الأساسية من خلال عدد من البرامج والنشاطات منذ انطلاقنا في عام 2006، حيث قمنا بخطوات استهداف كافة أفراد المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته عبر مبادرات ونشاطات وقنوات مختلفة.

ويعتبر برنامج "واعي المصرفي" أحد أهم البرامج التي تهدف إلى رفع الوعي المالي وثقافة الادخار بين الطلاب ومنسوبي القطاعين الحكومي والخاص، إذ يشمل البرنامج دورات تدريبية وورش عمل لزيادة الوعي المصرفي، ونجح البرنامج في نسخته الأولى في تحقيق مستهدفاته، فتمت إقامة محاضرات للتوعية المالية في أكثر من 90 مدرسة وجامعة، نُفّذت من قِبل 24 مدربا وخبيرا، وعرضت لقاءات توعوية لدى أكثر من 60 جهة حكومية وخاصة، مع ترجمة عدد من المحاضرات واللقاءات إلى لغة الإشارة، وبلغ عدد المستفيدين من البرنامج أكثر من 3 ملايين مستفيد، وخلال هذا العام، تم إطلاق البرنامج بنسخته الثانية بمستهدفات جديدة ووصول أكبر لمختلف الفئات، ومن خلال استراتيجية نشر المعرفة، رعت اللجنة الإعلامية للبنوك برنامج "سفير متمم" الذي أطلقه مركز التواصل والمعرفة المالية (متمم) بالشراكة مع الأكاديمية المالية، وهو يركز على نشر ثقافة الوعي المالي للطلاب والطالبات.

وكوننا ندرك أهمية المعرفة الكافية بالتقنيات المالية الحديثة والتي تلعب دورا حاسماً في تجنب الاحتيال المالي، سعينا جاهدين للتركيز على هذا الجانب بالتوعية ضد الاحتيال المالي، ونشر الطرق الآمنة والصحيحة للتعاملات المالية عبر الإنترنت وتمكين الأفراد من التعرف على علامات الاحتيال المحتملة واتخاذ الإجراءات اللازمة والصحيحة، وذلك من خلال عدد من النشرات التوعوية المختلفة وإطلاق حملات توعوية ضخمة تستهدف العديد من أفراد وفئات المجتمع.

إن الثقافة المالية تكمن في تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مالية مدروسة ومسؤولة، وفهم الأساسيات المالية والتحليل المالي، وتطوير مهارات الادخار والاستثمار وإدارة الأموال وغيرها، إلى جانب تعزيز الاستقلالية المالية المساهمة في تحقيق الاستقرار المالي على المدى الطويل، كل تلك الأهداف ساهمت في تسارع العديد من الجهات المالية بإطلاق مبادرات مجتمعية مختلفة تساهم في توفير الموارد والأدوات التعليمية اللازمة بهدف تطوير تطبيقات مالية ذكية وإقامة الدورات والندوات والتركيز على التعاون مع عدد من الجامعات والمدارس لخلق بيئة معرفية مستدامة.

 

المقالة منشورة في المجلة المالية التي يصدرها مركز التواصل والمعرفة المالية (متمم) العدد الخامس، أكتوبر 2023م

 

 

 

خاص_الفابيتا


| | | |
.
.

اضف تعليقك

;

سجل لتتمكن من اضافة تعليق