الخل الوفي

30/10/2023 1
علي المزيد

تقول العرب المستحيلات ثلاثة؛ الغول، والعنقاء، والخل الوفي. وفي الصناعة الخليجية كان تصنيع السيارات أو تجميع السيارات في قُطر خليجي من المستحيلات، وذلك أننا المراقبين تعبنا من التطلع لمشروع كهذا، فكلما أعلن عن مشروع تجميع السيارات في السعودية وانتظرناه فوجئنا بفشله، وآخرها مشروع سيارات غزالة الذي لم يرَ النور، وحقيقة لا أعرف سبباً لفشل المشروع رغم بساطته، هل هو بسبب الفساد، أم أنه حماس غير مدروس، أم أن هناك أسباباً أخرى؟!!!!، على أي حال كسرت السعودية هذا المستحيل عبر منتدى مستقبل مبادرات الاستثمار الذي اختتم أعماله في السعودية نهاية الأسبوع الماضي، عبر إعلان صندوق الاستثمارات العامة وشركة هيونداي توقيع اتفاقية شراكة لتصنيع سيارات هيونداي في السعودية، وفق نسب بلغت 70 في المائة للسعودية، و30 في المائة للشركة الكورية الجنوبية، سيقول قائل؛ لا تستعجل فقد يفشل المشروع مثل المشاريع المماثلة السابقة!!!!

لا، لن يفشل المشروع، وذلك لعدة أسباب، وذلك لأن الاتفاق ليس عشوائياً، بل تم مع شركة معروفة عالمياً، هذا أولاً، ومع صندوق استثمارات يحسب خطواته ثانياً، أما ثالثاً وهو المهم أن حجر الأساس للمصنع سيوضع العام المقبل، وسيبدأ الإنتاج عام 2026 ميلادية، أي بعد عامين تقريباً من وضع حجر الأساس، بمعنى أن الأمر لم يترك مفتوحاً، بل حُدد له إطار زمني، وعامان في مجال الاقتصاد الصناعي ليسا مدة طويلة، لذلك سنرى السيارات الكهربائية بعد عامين تسير في شوارع السعودية، وسأسعى جاهداً للتوفير من مرتبي لشراء السيارة الكهربائية الأولى من المصنع، وذلك فراراً من الضريبة التي ستفرضها السعودية على السيارات التقليدية بحكم أنها ملوثة للبيئة، المنتدى فاجأنا بكثير من الاتفاقيات، منها توقيع 52 اتفاقية مع كوريا الجنوبية، ثم توقيع اتفاقية شراكة مع شركة بيريللي، باستثمار بلغت قيمته ملياري ريال لتصنيع الإطارات.

وقد حفل المنتدى بكثير من الاتفاقيات، لعل أهمها الاتفاق الذي تم بين صندوق الاستثمارات السعودية وشركة ASpace الصينية، بهدف تصنيع الأقمار الصناعية في السعودية، وهي اتفاقية نوعية، ولكني بدأت بالأسهل. على أي حال، المنتدى حفل بكثير من الأحداث التي يصعب حصرها. ومن نافلة القول إن مثل هذه الصناعات توطن المعرفة وتفتح فرصاً وظيفية لذوي الطموح، وقد نحتاج إلى يد عاملة خارجية مبدئياً، لكن الإحلال سيحدث، ولو آجلاً. ودمتم.

 

 

 

نقلا عن الشرق الأوسط