الصورة الذهنية للأسهم

15/04/2022 16
عبدالله الجعيثن

أسواق الأسهم عجينة عجيبة.. يشترك في عجنها وخبزها ملايين يموج بعضهم في بعض داخل مطبخ السوق الذي هو أكبر وأغرب مطبخ في العالم تُقدّم فيه خلال دقائق وثوانٍ ألوف الطبخات بين نيئ يمغص البطون، ومحروق يعزف عنه الناس، وناضج يبهج الناظرين، تتخالف على مطبخ السوق، تتخالف ملايين الأيادي ومختلف الطبقات والخبرات، وتختلف الصورة الذهنية لسوق الأسهم حسب التجارب السابقة والأحاديث الكاذبة والصادقة ونفسيات المتداولين والمتابعين، والعازفين المغامرين الذين صورته في أذهانهم أقرب إلى المقامرة منه إلى المتاجرة، والمحافظين الذين ينظرون للسوق بحذر وحسب المستجدات، والمخاطرون هواة المغامرة الذين يندفعون وراء أي سهم يرتفع ويزداد تداوله مهما كان وضعه المالي، هناك من يرى في الأسهم فرصة لثروة ومن يراها طريقًا للإفلاس، تتباين عند الناس الصور الذهنية عن أسواق الأسهم بشكل غريب كأنها تُشكّل لوحات سريالية متناقضة مرسومة بِرِيَشٍ متباينة ممسوكة بأصابع بعضها واثقة وبعضها مترددة وبعضها مرتعدة، وتسكب مشاعر الخوف والطمع بتدرجاتها اللانهائية تعرجات من الألوان والتموجات تشبه الرسوم البيانية لتخطيط ملايين القلوب بين صحيح وعليل وطبيعي وسريع الخفقان، وهي صور ورسوم وأصباغ لا تثبت على حال ولا تستقر على لون، دائبة الحركة دائمة الدوران، بين مضاربٍ ومستثمر وصبورٍ ومستعجل، وهؤلاء أيضًا يختلفون في التحمُّل والصبر والتصرف وفترات الشراء والبيع بدرجات بلا نهاية.

الصور الذهنية لأسواق الأسهم كثيرة ومتباينة جدا بعدد وتباين النفسيات والعقول والتجارب والأهداف والأذواق والتصرفات.

نقلا عن الرياض