السوق متعطّش لاكتتابات

11/10/2020 1
عبدالله الجعيثن

تمت تغطية شركة ابن داوود أكثر من أربعين مرة ، وقبلها مستشفى الحبيب واكتتاب أرامكو التاريخي الذي هو أكبر اكتتاب في التاريخ..

يظهر من هذا جليًا أن سوق الأسهم السعودي متعطش جداً لاكتتابات كبيرة ، وتلك فرصة ثمينة جداً لطرح شركات كبرى بدون علاوة إصدار ، في القطاعات الحيوية التي تخدم الاقتصاد الوطني وتوفر فرص عمل كثيرة للسعوديين ، مثل (خدمات الصيانة) التي حاجتها ماسة ضرورية ، ولا يوجد منها في السوق شركة قوية ، بل مجرد عمال وافدون يتحكمون في الأسعار ولا يتقنون العمل ، والشباب السعودي المتخرج من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالألوف وكثير منهم لا يجد فرص عمل في تخصصهم ، ويتم طردهم من وافدين غير مؤهلين..

وطرح مصرف جديد كبير مناسب لمواكبة اقتصاد المملكة الضخم ورؤيتها الطموح ، خاصة بعد اندماج عدد من البنوك مما قد يصنع حالة من الاحتكار..

وأسرع وسيلة لحل مشكلة السكن أن تتبنى صناديق التنمية شركة كبرى لبناء المساكن ، تساهم فيها الحكومة بأراض كبيرة جداً من أملاك الدولة وبسعر تشجيعي وفق برنامج زمني محدد يتم خلاله بناء المخططات حسب أهمية مواقعها.. وكذلك شركة كبرى لتنمية قطاع السياحة الواعد..

وفرص طرح اكتتابات مجدية كثيرة في اقتصاد واسع الاستيعاب مثل اقتصاد المملكة الذي يحتاج شركات كبرى متخصصة في كل مجال يتطلبه المجتمع والاقتصاد ، وهي توفر فرص الاستثمار المجدي ، وفرص العمل للمواطنين ، وتزيد العرض ، وتحسن الخدمة ، وتطور الكوادر الإدارية ، وتدفع المواطنين إلى التوفير والاستثمار بدل الإسراف في الاستهلاك ، وتقدم قيمة مضافة ، وتستطيع التصدير وجلب عملات صعبة وحجب مليارات من الخروج وجعلها تدور في الداخل ليصبح الريال أربعة ..

أخيرًا نتساءل لماذا يكون نصيب الأفراد من الاكتتابات المطروحة قليل جداً مقارنة مع نصيب المؤسسات التي كثير من الذين يغطونها عدة مرات أفراد من الأغنياء ويحصلون على تسهيلات ؟ مع أن من أهداف الاكتتابات العامة تدوير الثروة كي لا تكون دُولةً بين الأغنياء.

 
 
خاص_الفابيتا