سؤالان من أكثر الأسئلة التي تثور في سوق البترول هما: السؤال الأول لماذا يُباع البترول بالدولار الأميركي وليس بعملات الدول البائعة أو المشترية للبترول؟ والسؤال الثاني لماذا يتم تسعير البترول على أساس سعر بترول برنت البريطاني وهو لم يعد يوجد إلا في سوق الورق للبترول؟ سنؤجل الجواب عن السؤال الأول، وسنكتفي بوصف موجز للوضع الحالي لسوق البترول، ثم نجيب عن السؤال الثاني.
وفقاً للوضع الحالي لسوق البترول فإن جميع البترول المتداول في العالم يتم تقييمه بمعيار موحد هو الدولار الأميركي (أي كم دولارا أميركيا يساوي البرميل؟) كذلك يتم تداول براميل البترول (أي يتم دفع ثمنها) بالدولار الأميركي، لكن بالنسبة للتسعير (أي كيف يتم تحديد سعر البرميل لكل دولة مُصدرة للبترول؟) فأن جميع البترول في العالم -سواء بطريق مباشر أو طريق غير مباشر- يتم تسعيره على أساس سعر بترول برنت البريطاني، ويوجد ثلاثة أسواق (أسعار) رئيسة لبترول برنت كالتالي:
أولاً: السوق (السعر) الفوري، في هذا السوق يتم بيع شحنة معينة (مزيج من جميع حقول بحر الشمال) غالباً تكون جاهزة لدى البائع تنتظر تحميلها على ظهر سفينة مشترٍ من دون ترتيبات مُسبقة بين البائع والمشتري. ويتم التفاوض على السعر مباشرة أو عن طريق سمسار وعادة لا يتم الإعلان عن السعر الذي تمت به الصفقة.
وثانياً: السوق (السعر) الآجل في هذا السوق يتم بيع شحنات موحدة الحجم. كل شحنة 600 ألف برميل يتم تجهيزها بناء على طلب المشتري على أن يتم تسليمها في وقت لاحق (شهر معين من غير تحديد اليوم). لكن يجب على البائع أن يُشعر المشتري بتاريخ يوم التسليم قبل 21 يوماً من يوم تسليم الشحنة.
لأن التعامل في هذين السوقين ثنائي (bilateral) يقتصر على البائع والمشتري لا يتم الإعلان عن السعر إلى أن تحصل عليه وكالة بلاتس ثم تقوم بنشره. ولعدم وجود جهة رسمية تراقب هذين السوقين يكون السعر عرضة للتلاعب، ولذا لا تستخدم الدول المصدرة للبترول هذين السعرين كمؤشر لبيع بترولهم ويستخدمون سعر سوق الورق كمؤشر.
ثالثاً: سوق (سعر) براميل الورق، سعر هذا السوق هو المؤشر الذي تستخدمه الدول المصدرة للبترول لتسعير بترولهم إلى أوروبا، ولكن في الواقع إن سعر هذا السوق هو الذي يقرر تسعير جميع أسعار البترول في العالم، فرغم أن أوبك تستخدم أسعار مؤشرات أخرى لتصدير بترولها إلى آسيا وأميركا، لكن جميع المؤشرات الأخرى تتبع سعر برنت الورق في مسارها، فإذا ارتفع سعر برنت الورق يرتفع معه جميع أسعار المؤشرات الأخرى، وإذا انخفض سعر برنت الورق تنخفض معه جميع أسعار المؤشرات الأخرى، إلا في حالات استثنائية لفترات قصيرة عندما يحدث نقص كبير في إنتاج (عرض) البترول الحقيقي.
نقلا عن الرياض
عوداً حميداً يا دكتور انور.