أرامكو.. انطلاقة القوة

05/04/2019 4
عبدالله الجعيثن

نشرت (أرامكو) ميزانيتها التي بلغت إيراداتها 1334 مليار ريال، ومعظم تلك الإيرادات أرباح لوطننا العظيم، إذ أنّ تكلفة استخراج النفط لدى أرامكو هي الأقل في العالم، وصافي الأرباح لعام 2018 (416,5) مليارا، والواقع أن أرباح أرامكو ضعف هذا المبلغ، إذا أضفنا إليه ما تدفعه أرامكو للدولة من ضرائب وحقوق، وبهذا فإن الشركة العملاقة (أرامكو) هي أكثر شركات العالم ربحاً على الإطلاق، بحساب صافي الدخل فقط..

ومن أفضل ما وصفت به أرامكو أنها (أكبر من شركة وأصغر من دولة) مع أن ميزانياتها تعادل عشر ميزانيات دول نامية، لكنها أصغر من دولة بحجم المملكة، فيها من المقدسات والقدرات والمعادن والثروة البشرية والمساحات الشاسعة ذات الفصول الأربعة، والموقع الاستراتيجي، والعمق الديني والعربي والتاريخي، ما يجعلها في مقدمة دول العالم..

إن أرامكو ليست مجرد شركة نفط، فهي تنتج أيضاً ألوف الأطنان من البتروكيميائيات، وتملك عشرات المصافي في أنحاء العالم، وأساطيل النقل البحري، وتملك ما هو أبقى وأهم: الإدارة السياسية الحكيمة التي وفرت لها الأمن والاستقرار، وطوّرت إنتاجها على مر العقود بكل طموح، فالاستقرار هو (الرقم الصحيح ) في التنمية والتقدم، ومن دون الاستقرار تصبح المعطيات الأخرى أصفاراً على اليسار..

هناك دول لديها النفط الوفير، والأنهار الجارية، والأراضي الخصيبة، وسبقتنا في التعليم بقرون، ولكنها حين فقدت الاستقرار ذهبت كل تلك المكاسب أدراج الرياح..

إن أرامكو سوف تصبح أكبر شركة مدرجة في العالم، بعد طرحها للاكتتاب العام، من حيث المبيعات وصافي الأرباح والقيمة السوقية، وهذا ما يحقق طموح قادتنا - حفظهم الله - بجعل المملكة في مقدمة الدول اقتصاداً وتنمية مما ينعكس على شعبها الوفي ثقة ورفاهية..

انطلاقة القوة في أرامكو نقلت المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة في فترة وجيزة جدا مقارنة بأعمار الأمم، وفاض خيرها أيضاً على العرب والمسلمين، وكانت ميزان استقرار في أسواق الطاقة في الكرة الأرضية، فحققت الازدهار الاقتصادي العالمي المتوازن الذي كانت أهم ركائزه وكانت مستفيدة منه أيضاً في تحقيق استدامة النمو..

كما أسهمت أرامكو العملاقة في تقديم نموذج إداري ناجح، وتخريج العديد من الإداريين المميزين، وتوعية المجتمع والمساهمة في تقدمه وتحديثه وثقافته.

نقلا عن الرياض