قطار الحرمين.. البعد الإسلامي.. التنموي.. واللوجستي

27/09/2018 0
فضل بن سعد البوعينين

رحلة ملكية كريمة دشنت قطار الحرمين السريع؛ أحد أهم مشروعات البنية التحتية في المملكة؛ إن لم يكن أهمها على الإطلاق؛ لانعكاساته على البرامج التنموية، وما يقدمه من خدمات جليلة للحجاج والمعتمرين، والمواطنين، إضافة إلى مساهمته المباشرة في تعزيز شبكة النقل بشكل عام، وشبكة السكك الحديدية بشكل خاص. سيسهم قطار الحرمين في اختصار زمن الرحلة بين مكة والمدينة إلى ساعتين تقريبا، وسينقل ما يقرب من 60 مليون مسافر سنويا؛ وسيخلق ثلاثة آلاف وظيفة للشباب السعودي القائم على تشغيل ما يقرب من 36 قطاراً.

ومثلما أحدث قطار التعدين نقلة نوعية في الصناعة والاستثمار الأمثل للموارد المتاحة ونقلها إلى مواقع التصنيع البعيدة على الخليج العربي؛ وما أحدثه قطار القصيم الرياض في وسائل نقل الركاب الآمنة والسريعة والصديقة للبيئة؛ فمن المتوقع أن يعزز قطار الحرمين السريع المنفعة الإسلامية، التنموية، اللوجستية والبيئية.

حيث يوفر القطار وسيلة نقل آمنة وصديقة للبيئة، ومريحة للحجاج والمعتمرين في تنقلهم بين الحرمين الشريفين في فترة زمنية قصيرة قدرت بساعتين تقريبا؛ وبما يجعل الرحلة بين مكة والمدينة أقرب وأيسر مما كانت عليه. كما أنه سيوفر وسيلة نقل بديلة للطائرات والباصات ما يعني خفض الضغط على مطار الملك عبدالعزيز الذي يعاني من تكدس الرحلات، وتقليل حركة الباصات والمركبات على الطريق البري بين مكة وجدة من جهة، وجدة والمدينة من جهة أخرى. لذا يمكن القول إن البعد الإسلامي لقطار الحرمين يتمثل في التيسير على ضيوف الرحمن؛ وربط الحرمين الشريفين ببعضهما بشبكة قطارات كفؤة وآمنة تسهل تنقل الحجاج والزائرين بين المشاعر المقدسة ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. سيسهم قطار الحرمين في تعزيز تنمية المناطق التي يمر عليها بين المدينة ومكة، وسيفتح آفاق التنمية أمام الحكومة للتوسع في بناء المدن والمراكز والضواحي القريبة من المدينة المنورة وجدة ومكة المكرمة.

وسيخلق فرصاً تنموية غير مسبوقة لمعالجة بعض الملفات العالقة ومنها ملف الإسكان من خلال بناء التجمعات السكنية في ضواحي خارج المدن؛ وفك الاختناق عن محور المشاعر في مكة المكرمة.

ومن الطبيعي أن يدعم قطار الحرمين توجه القيادة في تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي وهو هدف يحتاج إلى كثير من الجهد والعمل واستكمال منظومة النقل الرابطة بين شرق المملكة وغربها وبما يربط البحر الأحمر بالخليج العربي ويسهل تدفق السلع والبضائع والمنتجات. انطلاقة خطط «القطارات» الطموحة تجعلنا أكثر تفاؤلا بمستقبل النقل في المملكة؛ وتدفعنا لطلب المزيد منها؛ وأهمها استكمال خط مكة الطائف؛ وخط المدينة القصيم، ثم القصيم الجبيل لتتشكل منظومة الربط في شبكة القطارات المحلية والخليجية أيضا؛ وهي أمنية نرجو تحقيقها سريعا.

نقلا عن الجزيرة