نظرية المؤامرة في سوق الاسهم

13/08/2018 6
سعيد معيض

يسود الاعتقاد في كثير من المجتمعات بحدوث مؤامرة من نوع ما تجاه كثير من الاحداث السياسية والاقتصادية وغيرها تفسر وقوع هذه الاحداث، ومن هنا اشتهر مصطلح " نظرية المؤامرة" عالميا والذي يعتبر مصطلح إنتقاصي يشير إلى شرح لحدث أو موقف اعتماداً على مؤامرة لا مبرر لها، وتتخذ هذه النظرية في مضمونها اتهامات لدول او مؤسسات أو أفراد  لهم نفوذ لقيامهم بأفعال غير قانونية أو مؤذية.

قطاع الاقتصاد بشكل عام وسوق الاسهم على وجه الخصوص لا يخلو من هذه النظرية، فعند هبوط سهم ما بصورة كبيرة تتجه اصابع الاتهام من الجمهور الى جهة خفية واعتبارها وراء هذا الهبوط ،مثل ما يسمى مضارب السهم أو صندوق استثماري او حتى جهات حكومية، وما يقال في حال الهبوط يقال كذلك في حال ارتفاع السهم الكبير خصوصا عند اعلان نتائج مخيبة للامال ثم لا يهبط السهم وربما يرتفع، أو اعلان نتائج قوية ثم نجد عدم تفاعل السهم مع هذه النتائج وربما يهبط، غير أن الحقيقة تقول أن السوق اكبر من الجميع ومن الصعب ان يتحكم فرد في سهم معين خصوصا  للشركات المتوسطة والكبيرة وان صعودها وهبوطها هو نتاج الاقبال أو الهروب من مجموعة كبيرة، فقد يسبق السهم نتائجه بالارتفاع عدة نسب قبل اعلان النتائج ثم يتم اعلان النتائج فيبدأ الرابحون بالبيع وجني ارباحهم التي ربما تكون كبيرة تطبيقا للمثل "اشتر على الاشاعة وبع على الخبر!" فيظهر السهم بوضع عدم التفاعل مع النتائج وربما التراجع! وكذلك هبوط السهم قد يسبق اعلان النتائج ويتراجع بما فيه الكفاية وعند اعلان النتائج يتوقف عن الهبوط وربما يصعد.

ومن مظاهر "نظرية المؤامرة" الاتهام الدائم لمجالس الادارات بالفساد أو عدم الكفاءة عند اعلان خسائر للشركات، ومع ان هذا الاتهام غير مستبعد الا ان من المفترض أن لا يمثل الا نسبة ضئيلة في حدوث الخسائر، فربما حدثت الخسائر بسبب أوضاع السوق أو القطاع في الدولة مثل خسائر الاسمنتات بسبب تراجع البناء والمقاولات في البلد بشكل عام، أو موسمية الارباح فبعض الشركات لا تحقق ارباح الا في مواسم معينة كشهر رمضان والحج، وقد يكون تراجع الطلب عالميا على بعض المواد التي تصدرها هذه الشركات، الى غير ذلك من الاسباب الكثيرة لتراجع الارباح أو تسجيل الخسائر، ومن هنا فإن النظر بعين العقل في الاسباب والمسببات لأحداث سوق الاسهم بعيدا عن القاء التهم دون وجود دليل افضل في اتخاذ قرارات أقرب الى الصواب.

خاص_الفابيتا