حاجة سوقنا المالية لصانع السوق

13/08/2018 1
د. عبدالله بن ناصر الفوزان

يؤكد تلك الحاجة في رأيي حركات التداول اللافتة التي نراها في السوق أحياناً، والتي تجعل المتابع يبتسم ساخراً، أو يرفع حاجبيه محتاراً ومتعجباً.

 الحالات كثيرة وسأمثل بحالتين حادتي الدلالة لتعاكسهما حصلتا في الأيام القليلة الماضية.

الأولى حالة شركة اللجين يوم الأحد الماضي القريب فقد أعلنت إدارتها في وقت سابق احتمال عدم تمكنها من إعلان نتائجها المالية للربع الثاني لسبب خارج عن إرادتها وأخذ سعرها بعد ذلك مساراً هابطاً متدرجاً متزامناً مع هبوط أسعار شركات البتروكيميائيات ثم أكدت إدارة الشركة عدم استطاعتها إخراج النتائج في إعلان لاحق، وهذا الخبر سلبي فبالإضافة لما يوحي به من وجود مشاكل فإنه يعني أيضاً أن هيئة السوق ستوقفها عن التداول بمجرد انتهاء فترة إعلانات المراكز وهذا يعني تجميد سيولة أسهمها لعدم قدرة ملاكها على البيع خلال فترة الإيقاف المجهولة المدة، والمفروض إذن أن ينخفض سعر سهمها بعد الخبر خاصة وأن أسعار شركات البتروكيميائيات مازالت في مسارها الهابط لكنه قفز مرتفعاً بالنسبة القصوى 10 %.

الحالة الثانية المعاكسة حالة شركة المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي التي أعلنت إدارتها في صباح اليوم الخامس من الشهر الحالي نتائجها المالية للربع الثاني وقد ورد فيها أن الشركة حققت ربحاً كبيراً، زاد على ربح الربع المماثل من العام الماضي بنسبة 358 %، وعلى ربح الربع السابق بنسبة 61 % وعن أفضل توقعات المحللين بـ11 % وكان المفروض وفق هذا أن يقفز سعر سهمها مرتفعاً لكنه بدلاً من هذا انخفض متراجعاً بما يقارب النسبة.

سعر اللجين ارتفع للنسبة بعد إعلان خبر سيئ، والمجموعة نزلت لما يقارب النسبة بعد إعلان خبر جيد، والمثالان مجرد نموذجين لحالات أخرى كثيرة ولكن أقل حدة منهما بترورابغ التي حققت في الربع الثالث من العام الماضي ربحاً بلغ 700 مليون بعد خسائر، وربحاً في حدود مئة مليون وكان المفروص أن تقفز بنسب متواصلة لكنها تراجعت لأقل من 14 ريالاً ثم بعد ذلك وبالتدريج ارتفعت حتى تجاوزت 30 ريالاً.

لاشك أن من حق أي متداول أن يشتري ويبيع في أي وقت وبأي سعر وأن يضارب إذا كان هذا وفق ضوابط السوق لكن عندما تكون حركة السعر حادة في معاكستها للمؤثرات الفعلية بهذا الشكل فهذا لابد أن يترك انطباعات بوجود جهة قوية متحكمة تحرك السهم بأسلوب مضاربي مخالف لتوقعات المتداولين والمحللين، وسيوجد بلبلة وعدم فهم وربما يضعف من ثقة المتداول، ومعروف أن هيئة السوق تسعى مشكورة منذ فترة لإيجاد التطوير الذي يهيئ لوجود صانع السوق لكني قصدت أن الحاجة ملحة للإسراع في ذلك خاصة وأن سوقنا مقبل على الانضمام لمؤشرات عالمية.

ملاحظة: أعلنت شركة اللجين أمس نتائجها المالية بعد إيقاف تداولها وبعد كتابة المقال، وقد حققت أفضل أرباح في تاريخها على ما أظن.

نقلا عن الرياض