طيشان الأيادي في البوادي وفتح الرؤوس وفغر الألسن وتمزيق المفاطيح!

12/08/2018 10
عبدالله الجعيثن

ثقافتنا الشعبية السائدة في ولائم العروس والعزائم تتصف في كثير من الأحيان بالإسراف الشديد والتشويه العجيب لبقايا الطعام بحيث لا يعود صالحاً لجمعية خيرية أو غيرها، حين تحضر وتنظر إلى وليمة كبيرة لزواج أو حتى عزيمة تجد العجب العجاب في كثير من الأحيان ! فالطعام المقدم للضيوف يفيض عن حاجاتهم أضعافاً مضاعفة! وطريقة أكل بعضهم تشوّه الطعام كلّ التشويه! بحيث أنك إذا نظرت الى (التباسي والصحون والبوادي) بعد انتهاء الآكلين تحس في بعض الأحيان أنه قد هجم عليها جمعٌ من الوحوش! فرؤوس الأغنام والخرفان قد تم فغرها وفتحها وسحب أدمغتها من كهوفها وألسنتها من (لغاليغها)! وتفقيع عيونها و(مصع) آذانها.

إذا كنت في نعمة فارعها فإنَّ المعاصي تُزيل النِّعَمْ

وتعرية خدودها حتى تبدو لك الرؤوس هياكل عظمية مخيفة! والضرب في البوادي أحدث فيها (حُفراً غائرة) ودخلت الحُفَر على بعضها! واختلط زينها بشينها! وبقي فيها بقايا عظام! وقطع من الكرش! ونُتَف من الكبد! ووصلة صغيرة من القلب! وخيوط مبعثرة من اللحم! وسيلان من الشحوم وبقايا من الليمون المعصور! وشظايا من العظم المكسور! وفي الزوايا المحفورة تتزاحم نُتَف من البصل والبيض والصنوبر وقطع من الزبيب وعصير الطماطم وعصير الشحوم الدسمة التي ضربت فيها الأيادي ضرباً مبرحاً! .. وسوف تجد أن المفاطيح تم تمزيقها على غير تنظيم! وتقشير بعضها من عظمها كما يُقشر البرتقال! واختلاط شحمها بلحمها اختلاط الزيت بالماء في السيارة (المبوشة) وتجد هياكل العظام العارية إلا من أسلاب لحم خاوية! وترى قطع الشحم كتلاً هائلة! وحُفَراً في الرز غائرة!

ستعجب حين ترى هذا المنظر الذي يتكرر في كثير من ولائمنا وعزائمنا! وستجد أن ما بقي من الرز واللحوم والشحوم أكثر مما أُكِل ولكنه - على كثرته- غير صالح للاستهلاك الآدمي! فقد ضربت فيه الأيادي يميناً وشمالاً! وطاشت فيه من كل النواحي! وشرّقتْ وغرّبتْ! وقطعّت أجزاء من كل زاوية وناحية وتركت بقية الأجزاء شاهدة على غوص الأظافر وطيش الأيادي وبطش العضلات حيث يمسك ذاك لهذا.. ويمسك هذا لذاك!.. فيتقطع اللحم الشهي متناثراً لا يصلح للأكل!.. ويتمزق الشحم بارزاً أو مختفياً بين قطع اللحوم أو لاجئاً لحفر الآكلين التي صارت في الصواني والبوادي ‏أخاديد تَجْمَع ما تبقّى من تناثر الطعام من الأيدي وسيلان اللعاب من الأفواه!

هذه الطريقة في تقديم ولائمنا وعزائمنا تجمع مساوئ كثيرة، أولها الإسراف الذي ما أنزل الله به من سلطان، بل ‏نهى الله عنه في القرآن، وحذّر منه الإسلام، وثانيها طريقة التقديم التي تتم على شكل (بوادي وصحون) كبيرة كثيرة ممدودة على (السُّمْط) بحيث يجلس المدعوون الكرام على الأرض متراصين كل واحد كتفه بجانب كتف الآخر ومأكله على شفا مأكل للآخر، والأكل بالأيدي والضرب بالخمس و‏الاستعانة بأيدي الآخرين لتقطيع اللحوم وتفصيخ المفاطيح، ويتبرع بعضهم بالتقطيع للآخرين بيده التي أدخلها في فمه مرارا! ويتناثر الرز من يده على موقع القاعد جنبه! ويختلط مآكله بمأكله! وبعضهم يتكلم والرز في فمه! واللحم يتدلّى من شفته! فيُكرم من حوله بقطرات من لعابه!!!

وثالث المساوىء لهذه الطريقة أنّ ما تبقّى من الأرز والجريش والقرصان واللحوم لا يصلح للاستهلاك الآدمي على الإطلاق رغم أنه أكثر مما تم أكله! لأنه قد طاشت فيه الأيادي و(مطرسته) الاصابع وانغرزت فيه الأظافر! ومسّ بعضه قطرات اللعاب!

ورابع المساوىء أنّ بعض الولائم والعزائم تقدم الطعام طبقات بعضها فوق بعض! في الأعلى (المفاطيح والجنوب وبجانبها الرؤوس والكروش! ) وتحتها الرز الهائل الحجم والمكسو بالصنوبر والقرفة والبصل المحموس بالزبدة والزبيب الأحمر والأسود والمحاط من كل الجوانب بالبيض المسلوق المقشّر الكامل! وبقطع الليمون والطماطم! هذه ثلاث طبقات! وتحتها طبقة الجريش! ‏وتحت طبق الجريش يأتي طبق القرصان! ويسمونها (الخلوة)! ويغاص بعضهم -وقد شمّر عن ساعده- يغوص بيده وأظافره للوصول إلى آخر (الخلوة) حيثُ لقمة الجريش الحلوة! ثم يغوص أكثر ليصل إلى القرصان! فربما أدخل الرجل النشيط يده كاملة وأجزءاً من ذراعه المملوءه بالشعر لتصل أظافره الطويلة إلى الطبقة السفلى ثم يخرجها ظافراً قد خلط قرصانها بجريشها برزها في لقمة واحدة تتبعها لحمة كبيرة نصفها شحمة!! وتسمع ‏معها طقطقة الأسنان وتَمَطُّق اللسان!!

وخامس المساوىء في هذه الطريقة الشعبية العجيبة أنك لا تدري هل انت أمام (طعام أم الغام؟!) لأن الطباخ قد جاد على الرز والجريش والقرصان بسيل من السمن والزبدة! وأغرقه بالدهون !وطبخ الذبائح بشحومها ولحومها مع الأرز فذاب فيه الكثير من الشحم والتصق واختفى مع حرارة الطعام فكأنه لغم من الألغام قد اختبأ متربصاً بالآكلين! مُسْتَعِداً ‏للانفجار في الشرايين!

والطباخ ليس طبيباً! وليس همه صحة الآكلين! هي آخر تفكيره! بل هو لا يفكر فيها أصلاً! كل تفكيره وهَمُّهُ هو أن يكون الطعام لذيذاً يفتح الشهية ويُغري الآكلين بالمزيد من الالتهام وازدراد الألغام التي لا يحسون بها وهي ذائبة في الطعام قد أخفتها حرارة النار ودستها في كل أجزاء الطعام وخبّأتها عن أعين الناظرين وأغرت بها ذوق الآكلين وهي كلها (كلسترول) و(دهون ثلاثية) بالغة الخطورة! ولكنها تمنح الطعام لذة بالغة خادعة فيأكل كثير من المدعوين حدّ التخمة! ثم تسمع من البعض انواع (التغار)!! وتشنف آذانك بأصوات (التجشؤ)! .. وقد أخذت (عَيِّنة) من الطعام المقدم حاراً في وليمة بشكل يسر الناظرين ويفتح شهية الآكلين ولا تبين فيه الغام الدهون، فوضعتها في الثلاجة لمدة يوم! وحين عدت لها وجدتها ‏تميل إلى البياض المخيف لكثرة ما كساها من الشحوم الذائبة التي أعادها التبريد لطبعها الأصلي! وفي هذا خطر شديد على الصحة! فوق ما فيه من إسراف شاهر.. ظاهر.. وهدر للنعمة !.. فبقايا الطعام الذي يتم تناوله بالطريقة الشعبية وبالضرب في الصحون وغرز الأظافر وحشو البطون وطيشان الأيادي في البوادي لا يصلح لجمعية خيرية ولا لإطعام الفقراء والجائعين لأنه قد (تلوث) و(تمطرس) ‏فمصيره براميل الزبالة الكبيرة مع الاسف! مع أن ما يبقى من هذه الولائم والعزايم أضعاف ما يؤكل! هذا غير أنواع الحلويات والمعجنات التي جعلت مجتمعنا من أكثر المجتمعات في أمراض السمنة والسكر والضعط بسبب التخمة، هذا الإسراف نهى الله عنه ورسوله (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) سورة الأعراف ٣١ . وفي الحديث الشريف: (مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ) وعَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: كُنْتُ غُلامًا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا غُلامُ سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ" فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طُعْمَتِي بَعْدُ) والعرب يقولون (المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء) و(البطنة تذهب الفطنة)..

والطريقة الأفضل من تلك العادة الشعبية في تقديم الطعام على شكل (صحون وبوادي) تطيش فيها الأظافر والأيادي، هو (البوفيه المفتوح) والذي لا إسراف فيه، وكلُّ مدعوٍّ كريم يأخذ حاجته في طَبَق مستقل، ويأكل على مهله، إن أراد بالملعقة أو بيده، هو حُرٌّ في طبقه طالما لم يضايق الآخرين ولم يفسد بقية الطعام على المحتاجين، وإذا أحسّ أنه لم يكتف عاد (للبوفيه) فأخذ مايريد وأكل على مهل، فإن لذة الأكل تتبارك مع البطء والهضم يتحسن مع جودة المضغ (بدون صوت مسموع يفرقع وينفر الآخرين !!) ..

هنا مايبقى على (البوفيه المفتوح) لم تمسسه يد ولم يغُصْ فيه ظفر ولم تطش فيه يد ولم يلوثه شيء ولم يتعرض (لمطرسة)!! فهو صالح للجمعيات الخيرية، يقدم لهم كما قُدِّم للضيوف في غاية النظافة والأناقة.. كما ينبغي تنبيه المطاعم والطباخين لتقليل حجم الدهون المخيف الذي يسكبونه في الأطباق كالسم الزعاف! وعدم طبخ الذبائح واللحوم مع الأرز حتى لا تذوب شحومها الخطيرة في ماء الأرز المغلي فتحدث منها عواقب وخيمة!

وكما أن هذه الطريقة تمنع طيشان الأيدي وغرز الأظافر وتطاير الرز على المجاورين وبعض رذاذ اللعاب فإنها ايضا تريح الآكلين في هذا العصر الذي كثرت فيه أمراض المفاصل وتعب كثيرون من الجلوس على الأرض وخاصة المسنين !! وأوضح دليل أن المساجد الآن مليئة بالمصلين على كراسي!

وهذا الموضوع يعرفه الجميع! ويراه الجميع! وهو قديم وليس وليد اليوم! وقد سبق أنْ كتبتُ عنه أكثر من مرّة ومن زمن ولكن الداء يستفحل والاسراف المقيت يمد رقبته المشؤومة والهياط يزداد عند البعض وطريقة التقديم تزداد سوءاً في بعض الولائم ومما كتبته زمان وأقدم بعضه باختصار:

(حضرتُ حين كنتُ شاباً - أي قبل عشرات السنين - وليمةً كبيرة لرجل كريم، وحين (قلطنا) جلستُ على (تبسي) كبير جداً عليه خروف كامل (ليته ٥ كيلوات على الأقل) وكنت بين شايبين تجاوزا السنين السبعين لكل واحد منهما نابان بارزان في فراغ، ولكن أي ناب؟ "مخراز ما صادف راحِ" على قول حميدان ولهما أظفر كمخالب الأسود، أخذا يضربان في الخروف المسكين كذئبين جائعين، واعتبراني بينهما (ترانزيت) كأنْ لم أكن، يتعاونان على تفصيخ (المفطح) ويداهما تمران فوقي، يقول الأول للثاني (أَمْسكْ) فيرد (مِسَكْنا!) لم أر في حياتي مثلهما في براعة وسرعة الوصول لأطايب اللحوم المدفونة تحت الشحوم، يرفع الواحد منهما قطعة اللحم الكبيرة الطيبة تقطر شحماً ثم يوليها مخرازه الحامي، ويطحنها بحباكه طحن الرحى ويزدردها بسرعة البرق ويعودان لموال (أمْسَكْ، مِسَكْنا) وقد شمَّرا عن ساعديهما وغاصا بأظفرهما الحادة حتى فصفصا (المفطّح) وقشّراه كما تُقشَّر حبة (اليوسفندي) بسهولة، لا يعنيهما ما يتناثر منهما على بقية الآكلين كأنهم غير موجودين، ولا يقتصران على ما يليهما بل يُشَرِّقان ويُغَرِّبان في التبسي ولحم الخروف الكبير كما يريدان.. تَغَرَ أحدهما بقوة و(صَيْوَرَ) بعينيه وصغّرهما يدقّق النظر في الخروف ثم أدخل يداً كالساطور تحت فخذ الخروف فأخرج (الكُلْية) كاملة وقال بها في مَضْغَة، وسبقه الثاني إلى الأخرى وفعل مثله (ما فيه حد أشطر من حد) ثم تناظرا واتفقا متفاهمين بالنظر - على رأس الخروف فرفعاه ومسكاه من الجهتين وكسرا الفكين بغلظة فظهر لسان الخروف يتدلّى (الآن هو المراد وهو الطلب) دسّ يده إلى أصل اللسان وقطعه من (لغاليغه) ومدّه لصاحبه صارخاً (أمسك) فجزراه نصفين كل نصف تمّ ازدراده في غمضة عين.. تجشآ في وقت واحد ثم واصلا الهجوم، رفعا كرشة الخروف، أمسكاها من الجانبين، قطّعاها بأيديهما اللتين تقطران بالدهن واللعاب، أمعنا في كرشة الخروف تمزيقاً حتى عادت أوصالاً، تكرّما علينا لأول مرة بقذف قِطَع من الكرشة في مآكلنا.. هدايا!!.. ورأيت قطعة الكرشة نفسها داخل فم الشائب والنصف الآخر سائباً يتدلّى على فمه يستلحقه بالتدريج كأعواد (المكرونة).. أول مرة يشعران بوجودنا بدليل إتحافنا بقطع صغيرة من الكرشة!.. وطالما أتحفانا بقطع كبيرة متناثرة من أيديهما العجلة الطويلة إذ يتساقط على مكان أكلنا ما تطاير من أيديهما الكريمة وأفواهما الكبيرة من بقايا صغيرة أو كبيرة حسب التساهيل فليس للضيوف الآخرين وجود أو مكان (أنا ومن بعدي والطوفان).. المفطح الذي ازدردا أطايبه مع الشحوم السائبة يكفي لقتل شاب بالكلسترول لكنهما - ما شاء الله - فوق السبعين يُقدمان الشحمة على اللحمة ويزدردان ما لذّ وطاب بمضغ وبدونه وبلا حساب..

بعد الأكلة الدسمة جلسنا لشرب الشاي، تعمّدُت أن أجلس قربهما، قال الأول للثاني: (لحمهم أسود) رد (ورزهم ما استوى يبي يحثل في بطونّا) جاوبه (الله لا يجزى من طبخ الأكل خير.. رز حَبّ ولحم أسود).. ولم يكن اللحم كذلك ولا الرز كان الطبخ غاية في الإتقان واللحم طري غضّ شهي ولكنهما شبعا الآن من الطعام وما بقي إلا الشبع من الانتقاد..

إنّ أمثال هؤلاء شواذّ وقلة، أعِني الذين يحضرون الولائم فيأكلون حتي تصبح بطونهم مثل بطن أمهاتهم قبل أن تلدهم بساعة، ثم ينتقدون الضيافة والمضيف ويتبارون في تلمُّس العيوب وتضخيمها واختلاقها بدل شكر الله أولاً ثم شكر المضيف ثانياً..

وهؤلاء القلة الشواذ يُفسدون الطعام على من يجلس معهم بما يتناثر منهم، ويتركون التباسي كأنها بقايا معركة طاحنة لا تصلح لجمعية خيرية ولا غيرها..الأكل بالطريقة الحديثة أفضل: كل مدعو كريم يغرف من الطبق الكبير في طبقه الصغير كما يريد فيأكل كل واحد في طبق مستقل ولا يقزز المجاورين بما يَنْثره عليهم وبنفض يده على الطعام، ثم إن ما يبقى لم تمسسه يد قط فهو صالح للجمعيات الخيرية.. وداعاً (للبساط) (والسماط) و(التباسي الكبار) والأكل الذي تتخالف فيه وعليه الأيدي حتى يصير ما يبقى للجمعيات الخيرية من ولائمنا الكثيرة نظيفاً شهياً لم تمسسه يد إنسان.. وليس (الفضلات والبداد).

ما استجد هو شدة الإسراف و(الهياط)! والتباهي بزيادة عدد الذبائح والبوادي! والتبذير الخطير (والهياط الكثير) عند البعض الى حد (كفر النعمة) و(البطر) مع أن في الأرض ملايين المسلمين والبشر لا يجدون قوت اليوم، وكثير منهم يموتون من الجوع، وقد مر بأجدادنا الأقربين من الفقر والجوع والمسغبة مالاينساه عاقل.. حتى أكلوا الجِلْد اليابس ومصوا الفصم واعتبروا الضببة والجرابيع من ولائم المترفين، فلا تجوز الاستهانة بالنعمة والاستخفاف بالخير والافتخار بالإسراف والهياط! فالنعمة يجب المحافظة عليها وشكر المولى على وجودها ومواساة المحتاجين بجزء منها، أما البطر والإسراف و(الهياط) وتقديم أضعاف مايحتاجه المدعوون للعزائم وولائم الأفراح فهو أقرب للحماقة والاستخفاف بالنعمه وعدم المبالاة بالعاقبة.. علماً أن كثيراً من المدعويين للزواج لا يحضرون، وبعضهم يحضر مجاملة يسلم ويخرج ولا يأكل ؟..

يقول شاعرنا الحكيم حميدان الشويعر:

(النعمة حَمْرَاً جيّاشة ما يقضبها كود وثقة

والجوع خديديم أجواد ودّك ياطى كل زنقة)

ومما ينسب للإمام الشافعي :

(إذا كنت في نعمة فارعها فإنَّ المعاصي تُزيل النِّعَمْ)



نقلا عن الرياض