قتل غول البطالة

10/08/2018 18
عبدالله الجعيثن

ورد في آخر تقرير للهيئة العامة للإحصاء أن البطالة بين المواطنين ارتفعت إلى نسبة 12.9 من القوى العاملة السعودية.

ونعتقد أن البطالة هي المشكلة الأولى التي تواجه مجتمعنا، تليها مشكلة (الإسكان) وبينهما ترابط كبير، كلما ارتفعت البطالة تفاقمت أزمة الإسكان.

ومن المعروف أن البطالة المرتفعة غول اجتماعي واقتصادي، فهي تُسبب أدواء اجتماعية كالعنوسة، والإحباط والكآبة وبعض الأمراض النفسية، كما أنها من أهم أسباب الفقر وعدم النمو المستدام.

والغريب أن المملكة -باقتصادها الضخم الواسع الاستيعاب- وفّرت الملايين من فرص العمل للإخوة الوافدين، في حين يعاني كثير من المواطين ويلات البطالة (أم الرذائل).

ولا شك أن مرض البطالة لدينا مزمن بسبب عدم توافق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، وهو ما يجري تصحيحه الآن بشكل جاد، ولكن ذلك التصحيح يحتاج -كي يؤتي ثماره كاملة- إلى جيل جديد، غير أنّ الخلل في سوق التجارة واضح، وتصحيحه سهل وكفيل بإعادة البطالة إلى رقمها الطبيعي الذي يقرب من التشغيل الكامل، وذلك بالجدّ في قصر مهنتي (البائع وسائق الأجرة) على السعوديين فقط، مع تحديد أوقات العمل بحيث تنتهي مع أذان العشاء، ومحاربة التستر المنتشر كالوباء.

إن من الخير للاقتصاد الكلي، وللمجتمع ايضاً، عدم تضخم الوظائف الحكومية، وعدم التوظيف لمجرد مكافحة البطالة، فهذا عبءٌ دائم على الميزانية العامة وتعويق للأعمال الحكومية، فكل موظف زائد يضيف عبئاً بيروقراطيا، ناهيك عن ثقل المصاريف غير المرنة والتي -مع زيادة موظفي الدولة- قد تلتهم مخصصات المشاريع الاستثمارية التي تولد المال وفرص العمل في القطاع الخاص.

إذا فإن سعودة التجارة، هي الحلّ الأول، والثاني هو (تمشيط الوظائف) في القطاع العام والخاص، بحيث تُعتبر كل وظيفة يشغلها وافد (شاغرة) متاحة للمواطنين السعوديين، بما في ذلك سفارات المملكة في الخارج، وملحقياتها، وبنوكها، ومكاتب الخطوط السعودية والبحرية، ونحو ذلك من مكاتب ومصالح للمملكة في الخارج، مع تشجيع الاستثمار الأجنبي، الذي يوفر المزيد من فرص العمل للسعوديين، ويكسر الاحتكار، ويزيد العرض، وينقل الخبرة والتقنية، الاسثمار الأجنبي الجاد، وخاصة الوكالات التي فرحنا بمبادرة بعضها بفتح فروع لها في المملكة مباشرة بلا وكيل ولا وسيط.

إن الجميع عليهم مسؤولية التعاون على قتل غول البطالة المخيف والذي يُعتبر من أخطر ما يواجه المجتمعات.


نقلا عن الرياض