دلوني على السوق

13/07/2018 3
عبدالله الجعيثن

تسعة أعشار الرزق في التجارة، فهي ذات آفاق ممتدة، قوية النمو بقدر المثابرة والأمانة والنية الطيبة والقناعة بالربح اليسير الذي يجعل المبيعات تتضاعف، ورأس المال يدور سريعاً (والقليل في الكثير كثير) أمّا الوظيفة فدخلها محدود ويُسمّى (المعاش) لأن الجيّد من الموظفين من (يُعيّش نفسه ومن يعول) في الغالب .. 

وفي تاريخنا الإسلامي حادثة ملهمة للشباب الجادين الذين لديهم الاستعداد للعمل والمثابرة والصبر والريادة والتعلّم من جامعة الحياة..

حين هاجر المسلمون الى المدينة المنورة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، فجعل سعد بن الربيعة الأنصاري وعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما أخوين، وقد جاء المهاجرون إلى المدينة لا يملكون مالاً ولا أرضاً ولا بيتا للسكن، فقال سعد لعبدالرحمن: يا أخي أنا أكثر أهل المدينة مالاً، وعندي بستانان، ولي امرأتان، فانظر أي بستانيّ أحب إليك حتى أخرج لك عنه، وأي امرأتي أرضى عندك حتى أطلقها لك.. فقال عبدالرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك.. لا أريد شيئاً من ذلك لكن: (دلوني على السوق!)

ودلوه على هذه السوق التي لم يكن يعرفها من قبل، فعمل فيها واتجّر بدون رأس مال، حتى أصبح في فترة قصيرة أكبر تجارها وأغنى أغنيائها. قال عبدالرحمن: فأقبلت الدنيا حتى رأيتني لو رفعت حجراً لتوّقعت أن أجد تحته ذهباً وفضة!. إذن فالتجارة هي أفضل السبل للقضاء على البطالة بين السعوديين، بشرط أن يتم محاربة التستر بكل قوة، وأن تحدد أوقات العمل، فتغلق المحلات بعد صلاة العشاء، وبدون تحقيق ذلك سوف يسيطر الوافدون على السوق.



نقلا عن الرياض