مخاطر التأمين على المركبات هل ترتفع مع قيادة المرأة للسيارة؟

01/07/2018 0
حسين بن حمد الرقيب

في بداية الأسبوع الماضي تم تفعيل قرار قيادة المرأة للسيارة ومع أن عدد النساء الحاصلات على رخص القيادة قليل جداً إلا أنه لوحظ ارتفاع كبير في أسعار أسهم شركات التأمين فهل هذا الارتفاع جاء على خلفية أن النساء أكثر التزاماً بأنظمة القيادة وبالتالي فإن شركات التأمين سوف تستفيد من زيادة مبيعات وثائق تأمين مقابل تعويضات أقل من التعويضات التي عادة تدفع للسائقين الرجال، أم أن الأمر لا يعدو إلا عمليات مضاربة من أجل رفع المضاربين لأسهم شركات التأمين والاستفادة من الخبر في تحقيق أرباح من هذه الارتفاعات؟

بحثت عن إحصاءات رسمية للمرور فلم أجد في الموقع الرسمي للإدارة العامة للمرور إلا إحصاءات قديمة مضى عليها أكثر من تسع سنوات ولا أدري لما توقفت إدارة المرور عن نشر مثل هذه الإحصاءات المهمة جداً للباحثين، ولذلك استعنت بأرقام مكتب الإحصاء في الولايات المتحدة الأميركية التي تعبر عن ممارسات السائقين التي تتسبب في الحوادث لكي نصل إلى تصور واضح عن قيادة المرأة السعودية للسيارة وهل ستكون كمثيلاتها في الالتزام بمعايير السلامة أم أن البيئة والثقافة والعادات تختلف، أظهرت الأرقام أن السائقين بين 16 و19 سنة تشكل نسب الحوادث لديهم حوالي 12.2 % بينما كبار السن فوق 65 سنة تشكل نسب الحوادث لديهم حوالي 7.5 % وتعتبر هذه الفئتان هي الأعلى في نسب الحوادث مع أنهم يمثلون النسبة الأقل في قيادة المركبات في الولايات المتحدة الأميركية ولعل ضعف التركيز هو الرابط ما بين صغار السن وكبار السن، أما الإحصاءات التي تقارن بين النساء والرجال أظهرت أن الرجال يتسببون في 6.1 ملايين حادث في السنة وتتسبب النساء في 4.4 ملايين حادث في السنة بنسبة أقل من الرجال بحوالي 30 % إلا أن الإحصاءات أظهرت أيضاً أن الرجال أكثر مخالفات مرورية من النساء وكذلك تحمل حوالي 105.7 ملايين امرأة رخصة قيادة مقابل 104.3 ملايين رجل يحمل رخصة، إلا أن عدد الأميال التي يقطعها الرجال في قيادة المركبات في السنة تزيد عن الأميال التي تقطعها النساء بحوالي 40 %.

الأرقام تصب في مصلحة النساء من حيث عدد رخص القيادة وكذلك قلة الحوادث والتزامهن أكثر من الرجال بالأنظمة والقوانين ويظهر ذلك من خلال قلة عدد المخالفات المسجلة عليهن ويتفوق الرجال في عدد الأميال التي يقطعونها بمركباتهم في السنة إلا أن ذلك قد لا يكون سبباً مباشراً في زيادة أعداد الحوادث لدى الرجال إلا أن الحقيقة التي تظهرها لنا الأرقام أن النساء في الولايات المتحدة الأميركية أقل حوادث من الرجال فهل تنطبق على النساء في المملكة؟

إذاً حاولنا أن نقارن ما بين الأرقام الإحصائية المرورية في الولايات المتحدة الأميركية مع الأرقام في المملكة فإن الأرقام تظهر لنا أن نسب الحوادث في المملكة عالية جداً قبل قيادة المرأة للسيارة بسبب عدم التزام السائقين مع أنظمة المرور بالإضافة إلى ضعف السلامة المرورية على الطرق ولذلك قامت وزارة النقل قبل عدة أشهر بتوقيع اتفاقية مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة بتقديم الخدمات الهندسية الاستشارية في مجال سلامة الطرق، وذلك في إطار مبادرة لرفع مستوى السلامة المرورية، وخفض عدد الوفيات على الطرق بشكل كبير، بحلول العام 2020.

بالنسبة لقيادة النساء للسيارات في المملكة فإن هنالك تحديات كبيرة تواجههن منها أن كثيراً من النساء لا يتقن قيادة السيارات والتدريب على القيادة قد يكون سهلاً للنساء تحت سن الثلاثين أما النساء فوق سن الثلاثين قد تكون هنالك صعوبة في التعلم واتقان القيادة على الأقل في المنظور القريب وخصوصاً أن القيادة الفعلية في الشوارع في ظل وجود سائقين متهورين لا يلتزمون بأنظمة المرور قد يؤدي ذلك إلى عدم قدرة النساء على حسن التصرف عند حصول أي مفاجآت في الطريق مما قد يتسبب في حوادث مرورية وعليه فإننا نعتقد أن نسب الحوادث قد تزيد مع قيادة المرأة للسيارة ونحتاج إلى سنوات عديدة من أجل خفض نسب الحوادث مع التشدد في فرض عقوبات صارمة على قائدي المركبات المتهورين وإلزامهم بأنظمة السلامة المرورية.

البيانات الإحصائية لشركات التأمين أظهرت أن أعلى المخاطر تأتي من تأمين المركبات خلال العشر سنوات الماضية ومع أنه تمت خلال السنوات الماضية زيادة أسعار وثائق التأمين إلا أن التعويضات كانت عالية مع أن قيمة التعويضات انخفضت نسبياً خلال العام 2017 مع التشدد في تطبيق المخالفات المرورية، ولذا فإن قيادة المرأة للسيارة قد تزيد من مخاطر التأمين على المركبات وزيادة نسب تعويض الحوادث ولن يكون لقيادة المرأة للسيارة أي انعكاسات إيجابية على ربحية شركات التأمين.



نقلا عن الرياض