لا مفر من ارتفاع سعر البترول

20/05/2018 0
د. أنور أبو العلا

في مقال زاوية الأحد المنصرم استعرضنا سريعاً أساسيات منحنى الطلب على البترول، وفي زاوية اليوم سنستعرض سريعاً أساسيات منحنى العرض للبترول،

الفرق الأساس بين أساسيات منحنى الطلب وأساسيات منحنى العرض هو أن أساسيات منحنى الطلب تضع المستوى الأعلى (أي: السقف) لسعر البترول، بينما أساسيات منحنى العرض تضع المستوى الأدنى (أي: القاع أو الأرضية) لسعر البترول.

لقد كان واضحاً من مضمون مقالي في هذه الزاوية الأحد المنصرم أن أساسيات الطلب الحالية جميعها الآن تجذب سعر البترول إلى الأعلى، فالنشاط الاقتصادي العالمي يتزايد وينمو بمعدل مريح، وسرعة معدل نمو الطلب على المكملات تتجاوز سرعة معدل إحلال البدائل.

وحتى مؤشر الدولار فرغم أن الفدرالي قد يواصل رفع سعر الفائدة مما قد يؤدي ربما إلى ارتفاع مؤشر الدولار إلى أعلى من 96.5 غير أنه من غير المتوقع أن يواصل سعر صرف الدولار ارتفاعه إلى المستوى الذي يطغى على تأثير الأساسيات الإيجابية الأخرى (المذكورة أعلاه) التي تؤدي إلى تزايد الطلب العالمي على البترول.

لعلّكم تذكرون مقالي في هذه الزاوية بتاريخ الأحد 9 أغسطس 2015 (قبل ثلاث سنوات) تحت عنوان: «قانون سعر القاع للبترول» شرحت فيه كيف أن أساسيات منحنى العرض للبترول تضع المستوى الأدنى لسعر البترول السنوي عند 50 دولاراً للبرميل.

هكذا نتوصل إلى النتيجة الجوهر وهي أن قانون سعر القاع استناداً على أساسيات منحنى العرض يضمن لنا ضماناً مؤكّداً أن السعر السنوي (متوسط سعر 365 يوماً) لا يمكن – بأي حال من الأحوال – أن ينخفض إلى أقل من 50 دولاراً لأن المنتجين الحديين للبترول ذوي التكاليف العالية سيخرجون تدريجياً من السوق كي يتفادون خسائرهم.

منحنى العرض للسلعة (لجميع أنواع السلع الاقتصادية دون استثناء) هو مجموع منحنيات التكاليف الحدية لجميع المنتجين للسلعة، وهذا لا يعني أن التكاليف الحدية متساوية لجميع المنتجين، فالبعض (لكنهم القلة) ينتجون بتكاليف لا تتجاوز 10 دولارات لضخ البرميل من قاع البئر إلى سطح البئر والبعض (وهم أيضاً القلة) ينتجون بتكاليف تتجاوز 50 دولاراً للحصول على برميل من البترول (يشمل الرملي، والاصطناعي كالإيثانول).

الكثيرون سيسألونني إذا كان حقاً أن أساسيات العرض الحالية تحدد سعر القاع السنوي عند 50 دولاراً للبرميل. فهل هذا يعني أن أساسيات منحنى الطلب بدورها تفرض سعراً أعلى لبرميل البترول (كمثال: 385.5 دولاراً) لا يمكن تجاوزه؟

من الصعب الجواب على هذا السؤال لأن جوابه ليس بسهولة حساب تكاليف الإنتاج. بل يعتمد على وجود ما يسمى تكنولوجيا (backstop tec.)، وكذلك إجراء حسابات معقدة تشمل حاجة وقدرة الاقتصاد العالمي (بشتى تنوعاته) على تحمل دفع أسعار عالية من غير انهياره.

نقلا عن الرياض