مبادرة الحزام والطريق ورؤية 2030 .. أين يتقاطعون؟

07/05/2018 1
صالح بن فهد الشيحة

مبادرة الحزام والطريق الصينية التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 مبادرة تهدف لاعادة احياء الممر الشهير تاريخيا "طريق الحرير". الذي كان المسار لعبور  البضائع الصينية للعالم, وتحديدا الحرير الذي تشتهر بانتاجة والمتاجرة به الصين آن ذاك, ومازالت. فمبادرة الحزام والطريق جاءت لتنمية وتعزيز التبادل التجاري بين دول العالم المختلفه وخلق مسارات ممهده لنقل البضائع وتعزيز التبادل التجاري والثقافي أيضا وربط قارات العالم الثلاث اوروبا واسيا وافريقيا ببعضها البعض.

ولتنفيذ هذه المبادرة, وعد الرئيس الصيني أن تنفق حكومته مايقارب 120 مليار دولار أمريكي لإنجاحها وتحقيق أهدافها. حيث ترتكز هذه الاستثمارات بشكل أساسي على البنى التحتية والاساسية من تعبيد للطرق وبناء للجسور وصف لسكك الحديد لتسهيل النقل والتجارة عبر هذه الممرات.

يؤيد هذه المبادرة أكثرمن 65 دولة ومنظمة لسبب وحيد .. أن كل الاطراف في هذه الاتفاقية مستفيد. حيث أن المؤيدين لها سيحظون بانتقال ومرور رؤوس الاموال والبضائع عبر بلدانهم وسيكسبون جزء من الاستثمارات المتبادلة والانفتاح على العالم بتكاليف أقل. 

فالممكلة العربية السعودية والصين يتواجدان في قائمة الاكبر 20 اقتصاد عالميا. وتمثل هذه العشرين اقتصادا حوالي 85% من الناتج المحلي الاجمالي العالمي, وأكثر من 70% من جحم التجارة العالمية. اما فيما يتعلق بحجم التجارة البيني بين الممكلة والصين, تشير الاحصاءات ان الصين هي اكبر وأهم الدول المصدر إليها والمستورد منها بحجم تبادل تجاري وصل بنهاية عام 2016 أكثر من 155 مليار ريال.

رؤية الممكلة العربية السعودية 2030, الرؤية الطموحة .. الرؤية الحلم, تهدف بشكل أساسي لتحقيق التنوع الاقتصادي المتوازن بدلا من الاعتماد على المصدر الوحيد (النفط), وتعزيز دور الممكلة لتكون ذات أثر وقوة اقتصاديه من خلال عدد من المستهدفات أهمها جعل الصندوق السيادي السعودي الاكبر عالميا, وهذا مابدأت ملامحة تظهر للعيان من خلال الصفقات التي تعقد حاليا, والتي من ضمنها انشاء صندوق استثماري بين السعودية والصين بقيمة 20 مليار دولار, ممول بشكل رئيسي من صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

ولأن المملكة تتميز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي, فهي حلقة الوصل بين القارات الثلاث (اسيا, أفريقيا, وأوروبا)  وأن أهم ماتهدف له مبادرة الحزام والطريق هو الوصول لهذه القارات والربط بينها.

 رؤية الممكلة 2030 على الجانب الاخر تهدف أن تكون مركزا لوجتسيا لتجارة العالم, لذا فهذه البادرة تسرع الخطى وتختصر المسافات للطرفين في تحقيق هذه الاهداف. 

تتقاطع أيضا رؤيتنا 2030 مع مبادرة الحزام والطريق في أنهما يهدفان لفتح وتسهيل الطرق للاستثمارات الاجنبية وتعزيز تواجدها. حيث أشارت بعض التقارير ان مبادرة الحزام والطريق ستخلق نشاطا تجاريا يفوق 2.5 ترليون دولار خلال العشر سنوات القادمة. وتفعيلا لهذه المبادرة وقعت الممكلة العربية السعودية والصين مؤخرا على مجموعة من الاتفاقيات الاستثمارية تتضمن مثلا بناء مصافي نفطية في الصين برؤوس اموال سعودية. وفي الجانب الاخر استلمت اكثر من شركة صينية رخص العمل كمستثمر أجنبي في السوق السعودي بشكل ملاحظ وكبير خلال الفترة القصيرة الماضية. 

ففي عام 2017 فقط كانت الشركات الصينية أكبر الشركات التي حصلت على تراخيص كمستثمر أجنبي في السوق السعودي من خلال الهيئة العامة للاستثمار بمبالغ استثمارية تجازوت 215 مليون ريال بنسبة زيادة حوالي 85% عن العام الذي قبلة والذي لم تتجاوز فيه أحجام الاستثمارات 116 مليون ريال فقط. وبحسب الهيئة العامة للاستثمار أيضا, بلغ اجمالي الرخص الاستثمارية المصدرة للشركات الصينية حتى 2017 أكثر من 210 ترخيصا برؤوس أموال اجمالية تجازوت 8.5 مليار ريال.

كل هذه التقاطعات بين رؤية المملكة الطموحة ومبادرة الحزام والطريق الصينية, تساهم بشكل كبير في تحقيق الرؤى والوصول للمستهدفات التي خطط لها هذين البلدين. فالشراكة الاستراتيجية مع الصين والعلاقات الوثيقة والتاريخية هما الرهان لنجاح الخطط والوصول للحلم.

خاص_الفابيتا