خدمة العَلَم أفضل من حافز

13/04/2018 7
عبدالله الجعيثن

تصرف الدولة لدينا مليارات للعاطلين الباحثين عن العمل بِجدّ، من خلال برنامج (حافز) وهذا أمر طيّب، ولكن نود أن يسبقه (التجنيد الإجباري لخدمة العَلَم) والذي يشمل الشباب والشابات بعد بلوغهم وتركهم مقاعد الدراسة وبحثهم عن عمل، بحيث تكون شهادة إتمام خدمة العَلَم شرطاً للحصول على العمل، وليُصرف للمجنّد 3000 ريال بدلا من 2000 ريال "حافز"، وفي هذا منافع لا تُحصى للوطن، وشبابه، فهو يُعوِّدهم على الانضباط والقوة والاستعداد، والنوم باكراً، والاستقياظ مع الفجر، وأداء الصلاة في أوقاتها جماعة، وممارسة التدريبات الرياضية التي تبني عضلاتهم وتُحسّن نفسياتهم، وتُبعدهم عن الكسل والخمول، وتُعوّدهم ليخدموا أنفسهم على الأقل، وتدربهم على حراسة المواقع المهمة في المملكة، وممارسة بعض الأنشطة العسكرية الملائمة، كما يتم تدريب الفتيات (بواسطة نساء) على التمريض والتطبيب والإسعافات الأولية (وكانت الصحابيات يقُمْنَ بذلك في الحروب) وتعودهن على الانضباط والإحساس بالمسؤولية والاعتماد على النفس، والقدرة على ممارسة الأعمال التطوعية المناسبة للمرأة في خدمة المجتمع، وبهذا يكون لدى المملكة (احتياطي كثير العدد جيّد الاستعداد) في حالة قيام حروب، خاصة أننا في منطقة ملتهبة توجب التأهب الدائم والاستعداد المبكر، وبعد أن يُنهي الشباب -من الجنسين- فترة التجنيد، يبحثون عن أعمال تحت مظلة حافز، وعندها يكونون أكثر مهارة وصلابة، وأقدر على التأقلم مع الأعمال الصعبة، والانخراط في التدريبات العملية لدى الشركات، وفي مختلف المهن والحِرَف، بعد أن صلب عودهم وقويت أجسادهم وتعودوا على الصبر وتعلموا الانضباط، ونبذوا الرخاوة والكسل والترف والخمول والاعتماد على الآخرين حتى في أسهل الأمور، كما هو حاصل الآن لدى كثير من شبابنا -من الجنسين- في الاعتماد على الوافدين من عاملات منزلية وسائقين حتى في أسهل الأمور..

يقول الفاروق رضي الله عنه : (أخشوشنوا فإن النعم لا تدوم)


نقلا عن الرياض