شمس المملكة تشرق على العالم!

29/03/2018 0
د. فيصل الفايق

الشراكة مع "سوفت بانك" خطى متسارعة جدا نحو 2030 بطاقة شمسية سعوديه وتنويع مصادر الدخل بعيدا عن الإدمان النفطي - شراكة نعول عليها كثيرا لدعم المحتوى المحلي والكفاءات الوطنية. المحتوى المحلي المتواضع لمشاريع الطاقة المتجددة 9.5 غيغاواط المطروحة من وزارة الطاقة أغفلت الخبرة الوطنية المتراكمة محليا في تطبيقات الطاقة الشمسية عندما جعلت المحتوى المحلي %30 فقط وأهملت التصنيع وتطوير الكفاءات الوطنيه خلال السنوات الماضية والتي هي أصول وطنية تعاني وتحتاج الى التطوير والحماية العاجلة - وهذا يؤكد ما ذكرناه سابقا في عدة مقالات بشأن حاجتنا الماسة للإهتمام بالمؤسسات والشركات الوطنية الصغيرة والمتوسطة والتي تعاني هذه الايام من اهمال حقيقي - وتفتقر إلى الإستفادة القصوى من امكاناتها الذاتية للوصول الى ما تصبو اليه قيادتنا الرشيدة في رؤية 2030.

توقيع مذكرة تفاهم مع "سوفت بانك" لإنشاء أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم بطاقة تصنيعية / إنتاجية تصل الى 200 غيغاواط هو جوهرة ثمار مبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة التي انطلقت قبل عام - المبادرة التي كان محورها المواطن السعودي من خلال توفير وظائف وتوطين صناعة الطاقة المتجدده ودعم مراكز الأبحاث الوطنيه. بتطبيق تلك المبادىء على اتفاقية خطة الطاقة الشمسيه مع سوفت بانك والتي وقعها ولي العهد ولكن بطريقة السعوديه الجديده - حيث لن نكتفي بالإستفادة من انتاج الطاقة الكهربائية بل سوف نجعل المملكة من أكبر مصنعي ومصدري الواح الطاقة الشمسية في العالم أن لم تكن الأكبر!

صناعة الألواح الشمسية التي تتربع عليها الصين حاليا بنحو 24 غيغاواط سوف يتم ازاحتها من عرشها فيما ستتمركز المملكة بإذن الله على القمة بمخزون وفير من السيليكا النقي (العنصر الأساسي في تصنيع الألواح الشمسيه والأعلى نقاوة عالميا). المملكة أكبر مصدري النفط في العالم وسوف تكون بإذن الله أكبر منتج لصناعة الطاقة الشمسية في العالم أيضا - وهذا يأتي بخطوات ثابتة نحو تقليل الإعتماد على الإيرادات النفطية ضمن رؤية 2030.

هذا المشروع العملاق مع سوفت بانك ركز على الطاقة الشمسية فقط - وبذلك يأتي متوافقا مع دعوات المختصين بأن طاقة الرياح في المملكة مكلفة وغير مجديه اقتصاديا لإنخفاض متوسط سرعة الرياح في غالبية مناطق المملكة!

وفي هذا السياق تأتي الكثير من التساؤلات:

* أين وصل توطين صناعة الطاقة المتجددة والبرنامج الوطني للطاقة المتجددة مع استهداف الوصول إلى 9.5 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول العام 2023؟!

* مامصير مشروع طاقة الرياح في دومة الجندل بطاقة 400 ميجاواط؟ 

* مع الإعلان عن إنشاء شركة مستقلة لإنتاج الطاقة الشمسيه لتكون منافسة لشركة الكهرباء - هل ستنجح وشركة الكهرباء مازالت مستحوذه على شركة شراء الطاقة؟ أليس هذا الوقت المناسب لإعلان استقلالها؟

* هل ستبدأ مع هذا المشروع العملاق برامج تدريبيه وتأهيليه للمواطنين والفنيين في الطاقة الشمسية بحجم وضخامة المشروع؟ لأنه بإنشاء عدة مدن شمسية واعدة فإنها حتما ستحتاج إلى معاهد فنية للعمل في هذا المجال لأن 200 غيغاواط رقم مهول لايضاهيه اي رقم في العالم - وهذا يمثل تحدي كبير لكافة القطاعات - ولكنه في نفس الوقت فرصة تاريخية لبناء نماذج صناعة الطاقة المتجددة يضاهي نموذجي الجبيل وينبع بدون تدخل ارامكو السعودية او شركة الكهرباء!

* هل سيستمر الدعم اللامحدود للشركات الكبرى والتي تعتمد على الشركات العالمية؟! في حين انه قبل حوالي ثلاث سنوات كان عدد المؤسسات والشركات الخاصة بالطاقة الشمسية لا يتعدي اصابع اليد الواحدة ومع كثرة التصريحات الواعدة بدعم برامج الطاقة المتجددة - تصاعد عدد المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة في الطاقة المتجددة!

* ان وجدت عصا المركزية والبيروقراطية في وزارة الطاقة - فهل تتوقف عن وأد مؤسساتنا الصغيرة والمتوسطة والتي تبذل الجهود الكبيرة في التأسيس والتطوير - وبعد سنوات كسب الخبرة والمهارة نهملها حتى تموت؟!

خاص_الفابيتا