ما قصة فواتير المياه؟

21/03/2018 2
عبد اللطيف الملحم

تعتبر المملكة من أقل الدول إن لم تكن الأقل في وفرة الموارد المائية في العالم وفي نفس الوقت يعتبر معدل استهلاك الفرد في المملكة من الأعلى في العالم. وقد كانت هناك محاولات جادة في الماضي لترشيد الاستهلاك لدرجة أن المواطن يحصل على أدوات ترشيد من الدولة مجانا لحثه على اتباع أقل الوسائل في إهدار المياه. وقد كان الكثير إلى فترة قصيرة يرى أن فواتير المياه قليلة جدا نسبة إلى ما تصرفه الدولة على إنتاج المياه خاصة من محطات التحلية. وللأمانة فقد كانت هناك حاجة لرفع فواتير المياه منذ زمن طويل.

وبالفعل هذا ما حدث وتم رفع فواتير المياه ولكن وبكل صراحة أحس أن مصلحة المياه لم تكن جاهزة لهذه الزيادة من الناحية التقنية أو الإدارية للتعامل معها. وفي الوقت الحالي نرى جميع الفواتير سواء كهرباء أو اتصالات على سبيل المثل يتم إعلامك عن الفاتورة ويعلمك عن سدادها. ولكن هناك الكثير يشتكي من أن الرسائل الخاصة بفواتير المياه غير متناسقة تماما. وأكثر من ذلك هو التذبذب الكبير بين كل فاتورة وأخرى رغم أن نمط استهلاك الأسرة لم يتغير.

وأكثر من ذلك هو الأحاديث الكثيرة التي نسمعها في مواقع التواصل الاجتماعي سواء عن طريقة حساب كمية المياه أو طريقة عمل العدادات الجديدة ولكن لم نسمع أي توضيح من أي جهة رسمية ذات العلاقة بهذا الشأن. ولكن وفي نهاية المطاف أصبح الحديث عن فواتير المياه وآلية حسابها وطريقة التعامل معها حديث المجتمع. ولا أعرف ماذا ستفعل الوزارة فيما يخص تحصيل فواتير تبلغ قيمتها لبعض المنشآت أو حتى البيوت مئات الألوف من الريالات. وأكثر ما يستغربه الكثير هو وجود مبالغ مطلوبة كبيرة بصورة مفاجئة.

وأهم نقطة يسأل عنها الكثير في المجتمع هي أن الجميع يدفع فاتورة استهلاك بنفس المعدل رغم أن هناك اختلافا بين جودة المياه ليس فقط بين مدينة وأخرى، بل وبين حي وآخر في نفس المدينة بعضها يصله مياه محلاة وصالحة لجميع الاستخدامات والبعض يصله إما مياه بها ملوحة كبيرة أو لا تتمتع بخصائص الاستخدام المتعدد. وفي الختام فالكل يعلم أن لدينا نقصا في موارد المياه، ولكن لا بد من توضيح أكثر حيال هذه الفواتير.

نقلا عن اليوم