انهيار الأسهم... أم تصحيح لأسعار النفط؟!

11/02/2018 0
د. فيصل الفايق

هبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في شهرين ليس له علاقة بمخاوف تزايد الإمدادات العالمية مع تسجيل انتاج النفط الأميركي مستويات قياسية مرتفعة وصلت إلى 10.25 ملايين برميل يوميا! وذلك لأن أسوأ انهيار للأسهم الأميركية منذ الازمة المالية الأخيرة، وانخفاض تعاملات المضاربين في عقود النفط الآجلة دفعت أسعار النفط بالهبوط إلى أدنى مستوياتها منذ شهرين.

عند الإغلاق الأسبوعي، انخفض خام نايمكس بمقدار 6.25 دولارات للبرميل واستقر عند 59.20 دولارا للبرميل.

وانخفض خام برنت بمقدار 5.79 دولارات للبرميل واستقر عند 62.79 دولارا للبرميل)، وتوسع الفارق بين الخامين إلى 3.59 دولارات للبرميل هذا الأسبوع! وهذا هو الانخفاض الأسبوعي الأكثر حدة منذ سنتين.

وقد تباطأت أنشطة المضاربين، في حين أنه في الشهرين الماضيين عند مستويات الأسعار فوق 60 دولارا للبرميل، قام المضاربون ببناء مراكز قياسية على المدى الطويل في العقود الآجلة للنفط، وهذا الوضع يخلق فرصا كبيرة لجني الأرباح في حركة ارتفاع الأسعار، ولكن اضطر المضاربون مؤخرا إلى تغطية تلك المراكز السابقة في حين أن الأسعار في ترند الهبوط، في بيئة تفرض على المضاربين البيع وليس الشراء لتغطية المراكز السابقة - تصحيح للأسعار (Price Correction).

ولا تزال أسواق النفط المادية (Physical Markets) قوية، حيث إن الهيكل السعري لخام برنت في حالة (Backwardation)، مما يدل على الطلب القوي وقلة الإمدادات، ونزول للمخزونات عندما يكون سعر العقود الآجلة للنفط الخام أعلى من الأسعار الحالية.

وأدت المخاوف الافتراضية بشأن نمو الإنتاج الأميركي غير المسبوق إلى تفاقم معنويات السوق عندما صعد إنتاج النفط الأميركي الى 10.25 ملايين برميل يوميا، مضيفا إلى المخاوف غير المبررة بشأن الإمدادات العالمية.

ومع ذلك، فإن القفزة الأسبوعية الهائلة في الإنتاج الأميركي قد تكون ناتجة عن افتراضات إحصائية بعيدة عن الواقع! على أساس سنوي، أنتجت أميركا من النفط ما متوسطه 8.9 ملايين برميل يوميا في عام 2016، وأنتجت 9.3 ملايين برميل يوميا في عام 2017، مما يثير تساؤلات حول القفزة الأسبوعية الهائلة في الإنتاج!

ولا تزال أسواق النفط مدعومة بأساسيات قوية، وبنمو الاقتصاد العالمي، وتوازن لعام 2018 وسط قيود العرض وزيادة الطلب على النفط، مما يسهل استمرار الانخفاض في مخزونات النفط نحو هدف منظمة أوپيك لوصول المخزونات إلى متوسط الخمس سنوات.

وبالرغم من ذلك ظهر في الأفق تيار هبوطي أثر على معنويات السوق مثل: ضعف الطلب الموسمي على البنزين، والصيانة الموسمية للمصافي التي تهبط بمعدلات تشغيل المصافي.

نقلا عن الأنباء