العودة إلى قانون سعر القاع للبترول (2 – 2)

04/02/2018 0
د. أنور أبو العلا

لا توجد سلعة اقتصادية في العالم إلا ويوجد لها سعر القاع (سعر أدنى) يجب أن يدفعه الإنسان كي يحصل على كامل الكمية التي يحتاجها من السلعة.

يبلغ الاستهلاك العالمي للبترول الخام الآن حوالي 94 مليون برميل في اليوم ولكي يحصل الإنسان على كامل هذه الكمية التي يستهلكها في اليوم الواحد يجب عليه أن يدفع السعر الذي يغطي تكاليف إنتاج 94 مليون برميل في اليوم.  

فلو افترضنا أن تكاليف إنتاج هذه الكمية (أي الـ 94 مليون برميل) هي 4.7 مليارات دولار فإنه يجب على الإنسان أن يدفع مبلغ 4.7 مليارات دولار بالكامل لكي يحصل على كامل الكمية التي يحتاجها وهي هنا (حسب المثال) 94 مليون برميل.

إذا لم يستطع (أو لم يرغب) المستهلكون في دفع كامل تكاليف الإنتاج فلن يستطيعوا الحصول على كامل الكمية التي يحتاجونها من البترول. لسبب بسيط وهو أن المنتجين للبترول سيضطرون قسرا إلى خفض إنتاجهم حتى لا يتحملون في المدى الطويل خسائر الفرق بين كامل تكاليف الإنتاج وكامل سعر (ثمن) البيع.

هذا الوصف عام يعطي صورة عامة للغابة (السوق العالمي للبترول) من غير أن يدخل في تفاصيل تكاليف زراعة أشجار الغابة (تكاليف إنتاج براميل البترول).

بإلقاء نظرة فاحصة على الأرقام المذكورة أعلاه نجد أن متوسط تكاليف إنتاج البرميل الواحد من الأربعة وتسعين مليون برميل هو 50 دولارا. لكن متوسط التكاليف لا يعني أن جميع البراميل تكاليفها متساوية. بل يوجد بعض البراميل تكاليف إنتاجها حوالي 10 دولارات للبرميل، وبعض البراميل قد تبلغ تكاليف إنتاجها 30 دولارا للبرميل. ولكن حتما يوجد بعض البراميل الأخرى التي يتجاوز تكاليف إنتاجها 50 دولارا للبرميل وهي براميل البترول التي يتم استخراجها من حقول البترول عالية التكاليف وتسمى حقول بترول المنتج الحدي.

وهنا مربط الفرس فالمنتج الحدي لا يستطيع أن يستمر طويلا في الإنتاج إذا كانت تكاليف إنتاج البرميل فوق 50 دولارا، وسعر بيعه 45 دولارا فيخسر 5 دولارات لقاء كل برميل يبيعه، ومن ثم حتما سيخفض إنتاجه تدريجيا فينتقل منحنى العرض تدريجيا إلى الأعلى ويرتفع السعر إلى 50 دولارا (سعر القاع) فأكثر.    

الذي يؤكد أن سعر القاع السنوي (وفقا لحجم الطلب وإمكانيات العرض العالميين الآن) هو 50 دولارا للبرميل، إن الذي يحدث على أرض الواقع يتطابق تماما مع نصوص القانون. فرغم أن القانون كان بمثابة تحدٍ حين صدوره في منتصف أغسطس عام 2015 عندما كانت الأسعار حوالي الثلاثينات إلا أنه لم يحول الحول حتى تحقق سعر القاع.

 

نقلا عن الرياض