وكالة الطاقة الدولية تبدأ 2018... برسم تحديات لكبح جماح الأسعار!

25/01/2018 0
د. فيصل الفايق

وكالة الطاقة الدولية بدأت عام 2018 بنشر رسائل محبطة للأسواق ورسم تحديات لعام 2018 مغايرة لواقع السوق، وبقراءة لا تعكس الأساسيات القوية، ولكن بسرد سلبي يكبح جماح الاتجاه الصعودي للأسعار!

جاء التقرير الشهري الأول لوكالة الطاقة الدولية هذا العام برسم سيناريوهات لتحديات مبالغ فيها لعام 2018، تحديات تضع مستويات الأسعار الحالية عند منعطف يغير توازن الأسواق وتدفع بإنتاج النفط الصخري الأميركي إلى مستويات سوف تقلل من شأن تخفيضات منتجي أوپيك وخارجها.

بعد أن صعدت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ ديسمبر 2014، بعد حصولها على دعم من تخفيضات الإمدادات، أدى تقرير وكالة الطاقة الدولية الى تراجع سعر خام نايمكس إلى 63.57 دولارا للبرميل، وتراجع خام برنت إلى68.61 دولارا للبرميل. وتقلص الفارق بينهما إلى 5.04 دولارات للبرميل عند إغلاق هذا الأسبوع!

هبوط الأسعار جاء بعد أن بثت وكالة الطاقة الدولية القلق في السوق من جراء تأثير تعافي إنتاج النفط الصخري تتصور الوكالة ان يفوق الأثر الإيجابي لاستمرار انخفاض مخزونات النفط، ونشر هذه الرسائل يبعث القلق في السوق بأن تخفيضات الإنتاج ستثير ارتفاعات كبيرة في الأسعار بما يؤدي إلى زيادة في الإمدادات الأميركية.

وكالة الطاقة الدولية رجحت ان أسعار النفط الحالية سوف تشجع منتجي النفط الصخري الأميركي على زيادة إنتاجهم ما سينعكس سلبا على معروض النفط في الأسواق. وهذا موقف مجحف لجهود منظمة أوپيك لتوازن السوق للسنة الثانية على التوالي، في حين أن وكالة الطاقة الدولية قد أغفلت عوامل صعودية كثيرة منها:

٭ تحركات التصحيح في الأسواق مع زيادة الطلب، وقلة المعروض الذي يحتاج إلى زيادة الإمدادات العالمية مما يجعل سيناريوهات التحديات التي سردتها الوكالة مغالطة للواقع الذي يعيشه السوق!

٭ ساعد النمو القوي في الطلب العالمي على النفط وقوة الطلب الموسمي أيضا إلى قلة في المعروض وتشديد حاد لمنحنى خام برنت الأمامي للأسعار (Backwardation)، بأكثر حدة سجلت منذ انهيار أسعار النفط في أعوام 2014 و2015. منحنى الأسعار الحالي لا يحفز تخزين النفط مطلقا، ولذلك فإن المخزونات ستستمر بالتراجع!

٭ تدفقات أنشطة المضاربة في أسواق النفط الآجلة والتي حفزتها مستويات الأسعار الحالية بعد ركود أكثر من عامين!

٭ اقتصاديات هوامش التكرير المرتفعة للمصافي، والتي تحفز الطلب القوي على النفط وزيادة التدفقات في أسواق النفط المادية Physical Markets.

٭ انخفاض إنتاج فنزويلا من النفط إلى 1.6 مليون برميل يوميا، والذي يقترب من أدنى مستوى له في 30 عاما.

٭ هبوط مخزونات النفط الأميركي للأسبوع التاسع على التوالي.

نقلا عن الأنباء الكويتية