أكاديمية مالية

08/01/2018 0
نوره الجـندل

توقيع مذكرة التعاون بين هيئة السوق المالية ومؤسسة النقد لإنشاء أكاديمية مالية متخصصة في تدريب وتأهيل منسوبي القطاع المالي أسعد المهتمين بالقطاع فهذه الأكاديمية إحدى مبادرات برنامج الريادة المالية 2020 الذي أطلقته هيئة السوق المالية، بالإضافة إلى ذلك رؤية المملكة 2030 أشارت إلى أن مهارات أبنائنا وقدراتهم تعد من أهم مواردنا وأكثرها قيمة.

أعتقد أن هذه الأكاديمية قد طال الأمد والمجتمع الاستثماري ينتظرها، فهناك العديد من البرامج والدورات المتقدمة حبذا لو قامت هذه الأكاديمية بتغطيتها مثل استخدام أدوات الذكاء الصناعي والخوارزميات في التحليل وتوقعات نتائج الشركات بناء على مدخلات معينة، خاصة وأن عصر الذكاء الصناعي قادم لا محال، بالإضافة إلى تقديم دبلومات في تعلم لغة البرمجة لرفع كفاءة العاملين في القطاع الاستثماري، ليس هذا وحسب بل هي دعوة بأن تكون هذه الأكاديمية حاضنة بإنشاء قسم متخصص بالبرمجة في الاستثمار وابتكار المنتجات، لتخرج لنا مواهب سعودية متخصصة بالاستثمار والبرمجة تخدم المجال الاستثماري وتقوم بإعادة هندسة مستقبل إدارة الأصول عبر التكنولوجيا الذكية والابتكار والبحث العلمي.

أيضا هناك الدورات المتخصصة في علم البيانات وأهميتها وكيفية التعامل مع البيانات الضخمة وسماتها والتنبؤ واستشراف المستقبل بها وكيف تستفيد الشركات في التحليل العميق للبيانات.

من جهة أخرى أقترح تقديم الدورات المتقدمة في التصاميم مثل الفوتوشوب والجرافيكس والقوالب لتوصيل التقارير بشكل أفضل، كما أقترح أيضا دورات متقدمة في أدوات البحث في البرامج الأساسية مثل رويترز وبلومبرغ التي تعتمد عليها الشركات الاستثمارية، وأيضا تقديم دبلومات في التخصصات المالية والمحاسبة والقانون يوازي ما يتم تعليمه في المناهج الجامعية وذلك لمن يرغبون بزيادة تحصيلهم في تخصصات لم ينالوا تحصيلهم الدراسي منها بشكل كافٍ نتيجة تخصصهم بعلوم أخرى.

والأهم من ذلك مخاطبة السلوك البشري عن طريق دورات في التدريب السلوكي التي تهدف إلى تغيير أنماط السلوك أو المرونة العقلية وبناء جسور دبلوماسية للتعادل مع أسوأ الخصوم، فاليوم الموظفون بحاجة إلى تعلم مهارات إدارة الخلاف وليس إنهاءه كما كان في السابق! علاوة على ذلك حثنا القران الكريم في نهايات العديد من الآيات بقوله "أفلا تعقلون"، "أفلا تذكرون"، "أفلا تبصرون" فهي دعوة إلى التفكير المستمر بمحاورة الإنسان وسلوكه باستخدام أساليب مختلفة.

أما بالنسبة لعنصر المدربين، هناك أسماء معروفة من الأساتذة الأكاديميين الذين يحملون درجة الدكتوراه في الاقتصاد والمالية والبرمجة الذين تزخر بهم الجامعات السعودية ومنها جامعة الملك سعود، فأتمنى لو تم الاستعانة بهم. وكذلك هناك المهنيون المعروفون بتميزهم وحرفيتهم الذين يعملون تحت مظلة الأشخاص المرخص لهم، بعيدا عن الاستعانة بمدربين لا يتقنون سوى التلقين والإلقاء ويهملون المحتوى وهو الأهم.

نقلا عن الرياض