عندما تصبح البطالة همّاً

29/10/2017 0
عبدالسلام المطر

من خلال تجولك في بعض القطاع الخاص فإنك ستُدهش من تمترس بعض الجنسيات في مفاصل هذه الشركات والتي استطاعت أن تتمترس وتتمكن من كل تفصيل في هذه الشركات من خلال توليها ومساعديها أهم الإدارات، مع العلم أن كثير منهم كونوا خبراتهم من خلال التجربة والتدريب المستمر لا لأنهم خبراء في تخصصاتهم ولكن بسبب اهتمام هذه الشركات بتدريبهم وتطويرهم.  ولكن هذا لايعني وجود الكثير من الشركات تهتم بالعملة الصعبة السعودية وهي الموارد البشرية التي تثبت كل يوم جدارتها ومسئوليتها وقدرتها على قيادة هذه الشركات بكل كفاءة وذلك لنفس السبب الذي تهتم بعض الشركات بغير السعوديين وهو الدفع بهم للدورات المكثفة والتطوير المستمر.

وكما يعلم الجميع أن لكل بلد أهدافه الأقتصادية الأساسية والتي تعتمد على "قطب الرحى" وهي الموارد البشرية والتي من خلالها تملك القوة الشرائية أو ضعفها. حيث من الملاحظ أنه يوجد علاقة عكسيه بين البطاله والتضخم، وبمجرد انخفاض البطاله فإن التضخم يزيد وذلك بسبب وجود نسبة توظيف عاليه والذي بدوره يجعل القوة الشرائيه مرتفعه والعكس صحيح فبمجرد ارتفاع البطاله فإن التضخم ينخفض وذلك بسبب عدم وجود قوة شرائيه من قبل المستهلكين.

البلد مملوء وفي تزايد من شركات ومؤسسات القطاع الخاص وبعض من هذه الشركات لاتتغذى الا على الدعم السخي من الدوله والتسهيلات والخدمات لكي تكون شريكاً مهماً في الأقتصاد المحلي ولكن في المقابل لاتنظر هذه الشركات الا الى مستوى حدود النظر ولا تصل إلى البعد الاستراتيجي في البلد فكلما وظفت ودربت واعتنت كلما زادت وازدهرت تجارتها.

أما التحدي والرئيسي هنا هو معرفة توزيع معدلات البطالة وليس فقط عددها من ناحية التعليم الأكاديمي والشهادات المهنية والعمر والجنس والتوزيع الجغرافي والمهن وتفاصيلها. فكما أن للباحثين عن العمل أساليب للبحث والسؤال عن الوظائف يجب على الشركات أن تترصد وتبحث عن هذه الكفاءات وتستقطبها.

لايوجد أحد يريد أن يزيح أحد من وظيفته فالبلد بلد خير والأستثمار إلى الأفضل والتوسع كما نرى في ازدهار ولله الحمد، ولكن هذا الشخص يريد أن يبحث عن وظيفة تسترة وإذا كان ذو كفاءه سيحصل على المناصب التي يطمح لها ولو بعد حين.

خاص_الفابيتا