صندوق وتحدٍ!

24/10/2017 4
حسين شبكشي

هل تعلم من المسؤول المالي الأصعب وصولاً إليه في العالم اليوم؟ إنه ياسر الرميان المسؤول التنفيذي عن صندوق الاستثمارات العامة أو كما يطلق عليه في الأسواق المالية العالمية «الصندوق السيادي السعودي».

دور ياسر الرميان الذي يزداد قوة يعكس تغييراً جذريا في فلسفة الاستثمار السعودي العام والتوجه الجديد للسياسة المالية لها. من كان يتابع وزارة المالية، وخصوصاً في حقبة الثمانينات الماضية يتذكر كم كانت ترفض فكرة إنشاء الصندق السيادي لأسباب تبدو لا معنى ولا منطق لها. وفي ذات الوقت خطت دول مثل الكويت والإمارات وماليزيا وسنغافورة والنرويج خطوات عظيمة في تأسيس صناديق سيادية ناجحة بإدارة محترفة وعوائد محترمة. 

ومع بدايات الحقبة الإدارية الجديدة في السعودية والتي تحدث نقلات نوعية في قطاعات مختلفة، استحدث صندوق الاستثمارات العامة وتم تكليف ياسر الرميان به؛ وهو ذو خلفية مصرفية تقليدية ولكن بشخصية استثمارية منفتحة، إذ يجتمع مع كبار التنفيذيين في أهم الشركات والصناديق الاستثمارية سواء في مكتبه بالسعودية أو حول العالم بحثا عن الفرص. 

هناك فلسفة استثمارية متبعة في صندوق الاستثمارات العامة، وهي خليط ديناميكي من الاستثمارات «التقليدية» الآمنة وأخرى تراهن على المستقبل وعلى التحولات القادمة الهائلة فيه، وهناك أيضاً الاستثمار في شركات سعودية ناجحة ومميزة مختلفة الأحجام والعوائد وذلك لمساعدتها بحسب حجمها على النجاح المحلي والإقليمي والدولي، وهي جميعها خطوات جريئة وعنيفة وطموحة وغير مسبوقة. 

الآن هناك سعي لأن تكون السعودية إحدى نقاط الجذب الأساسية للاستثمار الدولي، فهذه الأيام تستضيف الرياض أحد أهم المؤتمرات الاستثمارية من نوعها لعرض الفرص والامكانيات والحضور المدعو فيه صناديق تزيد قيمتها على الـ 33 تريليون دولار، وهو تجمع استثماري أقل ما يقال عنه إنه تجمع استثنائي ومميز وهو دور مبادر لصندوق الاستثمارات العامة ودور مهم كان من المفروض أن يتم ذلك الأمر عن طريق الهيئة العامة للاستثمار. 

صندوق الاستثمارات العامة دائماً ما يتابع أخباره الناس بسبب ما يعلن عنه من دخوله في صفقات واستثمارات، ولكن الواقع أنه تحويل في الفكر المالي والاستثماري بعيداً عن الفكر المالي السابق الذي كانت عليه وزارة المالية خلال حقبة الثمانينات الميلادية. والتحدي الأهم لياسر الرميان سيكون الحوكمة التي سيدار بها الصندوق وتطبيق المعايير الخاصة بالافصاح والمحاسبة القياسية. ما يطمئن هو وجود شخصية قيادية ومهنية على رأس هذا الجهاز المهم جداٍ. يبقى مراقبة الأداء والنتائج وتفادي الأخطاء إن وجدت وحصلت. 

خلال الأيام التي مضت تم الإعلان عن الاتحادات الرياضية في السعودية وفوجئت بوضع اسم ياسر الرميان رئيساً لاتحاد الغولف.. أتمنى له وقتاً ممتعاً في لعبته المفضلة شريطة أن يكون ذلك بعد تحقيق النتائج المأمولة.

 
نقلا عن الشرق الأوسط