ضريبة القيمة المضافة على التعليم؟!

29/09/2017 6
عبدالله الجعيثن

قرأت أن ضريبة القيمة المضافة 5 ٪ قد تُطبق على أولياء الأمور الذين يُعَلِّمون أولادهم في مدارس أو جامعات خاصة، وأثار هذا استغرابي، فميزانية الدولة تنوء بأعباء التعليم، ومصروفاته الضخمة تنمو عاماً بعد عام تبعاً لنمو السكان.

في تقديري أنّ المدارس والجامعات الخاصة تُسْهم بشكل كبير في حمْل التعليم الثقيل عن ميزانية الدولة، ولهذا نتوقع أن تلقى التشجيع التام، وأن تُعفى من ضريبة القيمة المضافة، لأن وجودها وتكاثرها يوفر على ميزانية الدولة أضعاف ضريبة القيمة المضافة.

هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى فإن مستقبل الاقتصاد الآن يقوم على (المعرفة) وأكثر المدارس الخاصة أقدر على (تأصيل المعرفة) في الجيل الجديد من المدارس الحكومية، كما أنّ مُختلف الوسائل التي تؤصل (المعرفة) بمعناها الحديث، في الأجيال السعودية، يحسن أنْ تُعفى من ضريبة القيمة المضافة، مثل أجهزة (الحاسب الآلي) و (تكلفة النت) و (الكتب) ودور النشر، ومراكز التدريب على الكمبيوتر، ودورات تعليم اللغات، وكلّ مامن شأنه تأصيل المعرفة وتعميقها في الجيل الجديد، وسوف يكون مردود ذلك الإعفاء -على المدى المتوسط والبعيد- أضعاف مردود ضريبة القيمة المضافة على وسائل المعرفة.. فالكوادر البشرية المؤهلة المدربة المسلحة بالمعرفة الحديثة أهم كثيراً من الموارد الناضبة مهما كان إيرادها، لأن العنصر البشري المؤهل حقاً هو من يحقّق التنمية المستدامة بإذن الله، ولا يعاني من أشباح البطالة القاتلة.


نقلا عن الرياض