ضرائب خليجية على الشركات الرقمية العالمية

19/09/2017 2
د.عبدالله المغلوث

تعد المملكة العربية السعودية وأشقائها من دول الخليج في مقدمة دول العالم من حيث حجم استهلاك الانترنت على مستوى العالم، وبالتالي هم من الأعلى استخداما للبرامج والتطبيقات المتاحة على الانترنت وسيزيد الاستخدام للتطبيقات مع قرار المملكة برفع الحجب عن التطبيقات الخاصة بشركات عالمية كبرى.

إن هذه المعطيات وهذا الأمر يتطلب تحركا خليجيا على غرار التحرك الذي بدأته بعض الدول الأوروبية بضرورة فرض ضرائب على شركات الانترنت العالمية وبخاصة التي لها تطبيقات تتمتع بقواعد ضخمة من المستخدمين بحيث تنضم بشكل واضح إلى سلسلة تنويع مصادر الدخل في دول الخليج حيث يكّون هناك دخل إضافي لدول الخليج وشركات الاتصالات المحلية خارج إطار منظومة الاقتصاد الوطني، كما يجب أن يكون لها دورا مهما في استثمار إمكانات وطاقات الشباب حيث أصبح هؤلاء الشباب يعتمدون على كل ما هو رقمي وتقني في تعاملاتهم اليومية بحيث تنعكس أيضا اعمال هذه الشركات على دولنا الخليجية ويكون للشباب موقعا في خدماتهم وتقنياتهم.

إن هذا التوازن مطلوب خاصة في علاقة غير متوازنة بين شركات الاتصالات المحلية والخليجية والشركات العالمية التي تحصد ملايين المستخدمين من دول هي الأعلى استهلاكا للانترنت في العالم، فحاليا الشركات الاتصالات المحلية تنعكس مداخيلها على الاقتصاد الوطني والخليجي فضلا عن توظيف عشرات الآلاف من مواطني دول الخليج أما الشركات العالمية فلا نرى منها سوى التطبيقات التي تستفيد هي من مداخيلها دون أي انعكاس حقيقي على اقتصاديات دول الخليج.

إن قضية فرض ضرائب على شركات التقنية العالمية أصبحت ضرورة في ظل الانفتاح الكبير مع شركات التقنية والتطبيقات العالمية مثل: جوجل وأبل وفيسبوك وأمازون (مجموعة غافا) والتطبيقات ، حتى تستطيع شركات المحلية الاستمرار والاستثمار في تطوير أحدث البرامج والتطبيقات التي تفيد المجتمع ودوّل الخليج وتسهم في احداث تطور حقيقي في الخدمات الالكترونية في دول مجلس التعاون الخليج.

نأمل أن نرى تحركا خليجيا في الفترة المقبلة يسهم في الوصول الى آلية تؤدي الى فرض ضرائب هذه الشركات التي تستفيد من ملايين المستخدمين في دول الخليج العربية.