المشروع الوطني

29/08/2017 2
عبدالسلام المطر

تعتبر أزمة التوطين والبطئ  في خلق وظائف جديدة من قبل القطاعين العام والخاص مؤشر سلبي في أي دائرة أقتصادية وهذا ما يؤرق كثير من المسئولين لحلحلة تعقيدات السوق المحلية والتي تحتاج إلى شجاعة في اتخاذ قرارات مصيرية بحجم الوطن. ومع ذلك تم طرح عدة مبادرات خاصة بقطاع التجزئة وهذا ما سنتحدث عنه في هذه المقالة. 

تعتبر محلات التجزئه بمختلف انواعها أحد أهم المشاريع لكل بلد وتستطيع انتاج مئات آلاف الوظائف الحقيقيه. ومنها فكرة توطين بعض القطاعات مثل بيع وصيانة الجوالات والبيع في البقالات والتي للأسف انتُقدت هذه الفكرة دون النظر الى عواقب الأستثمار أو التوظيف في مثل هذه الصنعة المربحة.

التوطين في البقالات إذا تم اقراره، فمعناه زيادة الاستثمار في هذا القطاع وزيادة الحصه السوقيه لشركات التجزئه، ايضاً منع التستر "اقتصاد الظل أو الأقتصاد الخفي" والتي تديرها جنسيات معروفة من الاستمرار في التحكم بهذة الصنعة المهمة.

توطين البقالات تساعد الاستثمار في التوريد والتخزين بكميات كبيره للبضائع طويله الأجل والتي ممكن أن تنجح هذه الفكرة في حال أن ( المواطنين في حاجه للوظيفه وليس فقط حاجة صاحب العمل الى موظف). 

إن من أهم مميزات العمل او الاستثمار في البقالات هي سرعة دوران رأس المال بسبب وجود"كاش يومي" مما يساعد في التدفقات النقديه وهذا يساعد المستثمر في دفع قيمة البضاعه التي تم شرائها بأجل. وكما  يقال (إن المكسب الحقيقي هو عند شراء البضاعه من التاجر أو المورد، أما مكسب البيع فهو مكسب إضافي "اشتري بأفضل سعر لتبيع بأفضل ربح").

إن اقرار مثل هذه الفكره ( توطين البقالات) ستأتي بنتائج ممتازه جدا فيما لو تم تطبيقها من ناحية انسحاب كثير من الوافدين" المسيطرين" على هذه الصنعه ما يتيح المجال للأستثمار الفردي والجماعي حيث ستقل نسبة منافسة "المحتكرين" وستفتح الباب للشباب بأن يدخل في مشروع ربحيته جيده جدا ومخاطره مقبوله وقابليته للتوسع سهله وممكنه، أيضاً ممكن أن يكون التوظيف فيها بالنسبة المئوية بدلاً من الراتب كأن يدخل المواطن في هذه الوظيفة كشريك.

الاسواق الكبيره hypermarket هي أحد أهم الحلول للعشوائية الموجوده حاليا والتي تعتبر هذه الشركات قادره على استيعاب حاجات المستهلكين بالاضافه أنها قادره على خلق الآلاف الوظائف وتوطينها مع وجود مميزات تجذب الباحث عن عمل فيها "تأمين صحي جيد و العمل الاضافي و البيئه المناسبه والأجور المعقوله" وهذا يعتبر أحد الحلول مع وجود عائق كبير جدا بالنسبه للسعوديين من خلال العمل لساعات طويله في البقالات بعكس الشركات المنظمه.

صحيح بأن هناك وظائف ومناصب يجب أن يعمل بها المواطنين مثل ( الاداره، الماليه، المحاسبه، الهندسه، اللوجستيات، الخدمات والمهن الفنيه) ولكن لايمكن البدأ بالتوطين المباشر بسبب أن الاحلال بمعناه المهني يعني وجود شخص مؤهل بمقابل شخص يمكن ان يغادر الوظيفه في اي وقت واحلال المواطن محله. مع فتح باب السعوده على جميع الوظائف ذات العائد المجزي بحيث يتم عمل برنامج وطني للعمل بشكل تدريجي لكل القطاعات المؤهله، فكل الوظائف التي كانت محرمه "اجتماعيا" اصبحت مقبوله مع وجود توجه من الشباب للعمل وللتطوير والانتشار وأخذ حصه سوقيه معتبره ومثال على ذلك مشاريع "الفود ترك".

ستظل نسبة البطاله مرتفعه مالم يبدأ مشروع وطني شامل لجميع القطاعات وعلى جميع الأصعدة والبدأ تدريجياً بالإحلال وذلك بحد أقصى 3 سنوات  حتى عام 2020 م والتي ستكون كلفه العامل ومرافقيه وتابعيه عاليه جداً، وهي افضل بكثير من توطين وظائف أو نشاطات بعينها.

 
خاص_الفابيتا