الراتب 3500 ريال!

23/08/2017 2
شعاع الدحيلان

ارتفع عدد المشتركين في التأمينات الاجتماعية السعودية نهاية العام 1437هـ إلى 10.5 مليون مشترك على رأس العمل، من 3.04 مليون مشترك في العام 1426هـ، أي قبل 11 عاماً، بزيادة نسبتها 245%. وبلغت نسبة المشتركين السعوديين خلال عام 1437هـ نحو 17.9%، ما يعادل 1.87 مليون مشترك من إجمالي المشتركين، بينما بلغت نسبة غير السعوديين 82.1 % ما يقدر بـ8.61 مليون مشترك. وما هو لافت في التقرير الذي أصدرته المؤسسة أن 48% من السعوديين رواتبهم اقل من 3500 ريال. بواقع 909 آلاف موظف، وبلغ عدد السعوديين الذي يحصلون على رواتب بين 5 آلاف ريال شهرياً وأقل من 10 آلاف نحو 388 ألف موظف، فيما بلغ عدد الموظفين الذين تتجاوز رواتبهم 10 آلاف ريال شهرياً 279 ألف موظف.

ربما احتوى التقرير الرسمي على مفاجآت عدة، اهمها متوسط الرواتب الذي تصدر به النسبة الاعلى لاقل الرواتب وهي 48% يحصلون على رواتب أقل من 3500 ريال، فهل التوظيف مازال دون المستوى المأمول، أم هناك توظيف لتحقيق السعودة، أم يوجد لدينا اسباب ما زالت غير معروفة؟.

أعتقد ان الرواتب وصلت لمستويات افضل خلال الاعوام الماضية، وتتناسب مع معدلات التوظيف، الا ان المشكلة تتبلور في التحسن للمستوى الوظيفي، والبحث عن الأفضل لكي لا يكون التوظيف «روتين حياة» وإنما حاجة ضرورية، فالعديد من السعوديين يشغلون مناصب قيادية عليا ومسميات وظيفية في المؤسسات التجارية والشركات في القطاع الخاص، إلا ان غالبية توظيفهم في القطاع الحكومي، ومن هنا نجد ان معدلات التوظيف ورواتب السعوديين، تتمركز في القطاع الحكومي، حيث الكفاءات والتميز والقدرة على اثبات الذات، وفي العودة الى اعداد المشتركين في التأمينات نجد ان الزيادة دليل على رفع نسبة السعودة في الشركات، والالتزام بالأنظمة وتوفير حماية للموظفين.

نظام الحماية للأجور ما هو إلا وسيلة لتوفير مقومات حياة كريمة وضمان مستقبلي للعاملين في المؤسسات، وكثيرا ما نطمح لتسحين المستوى الوظيفي عبر الخبرات والتدريب، فكلما ارتفعت الكفاءة زادت الفرص الوظيفية، ونحن في القطاع نبحث عن الأفضل والخيارات متاحة، لكن هل القدرات تتناسب مع ما هو مطروح، العديد من الباحثين عن وظائف والعاملين في القطاع، قادرون على الإجابة عن السؤال، فهم المخولون فقط لتحديد الإجابة، لاسيما ان السوق السعودي اصبح باحثا عن موظفين سعوديين، تماشيا مع السياسات الحديثة، والفرص الوظيفية متنوعة، إلا ان الخبرة والكفاءة معياران اساسيان في الحصول على الراتب الأعلى، علما ان السعوديين يميزهم بحثهم عن الافضل دوما.

 

نقلا عن اليوم