إنشاء مدينة صناعيه جديدة.. عذراً لن أصفق ثانية

23/07/2017 9
م. عماد بن الرمال

أي أفكار واهية وأحلام غير واقعيه  جعلتنا نصدق على مدى عقود  بأن الثورة الصناعيه تأتي من خلال زيادة أعداد المصانع أو رفع شعار نقل التكنولوجيا وكأن التكنولوجيا حساء معلب يمكن شراؤه ونقله.

هل نلوم وزراء الصناعه المتعاقبين لدينا، والذي كان انجازهم الأكبر ويكاد يكون الأوحد هو إعلان عن زيادة عدد المصانع ؟ أم نلوم أنفسنا ونحن نصفق لهم على هذا الأنجاز الواهم.؟!

٣٥ مدينه صناعيه  واكثر من ٧٤٠٠ مصنع وفرت ١١ مليون فرصة عمل  ما نصيب الوطن والمواطن منها ؟ 

بقي الوطن يتحمل رواتب مليون ونصف عامل سعودي وهو مجموع القوي العاملة السعوديه والتي تتركز في الوظائف الحكومية من وزارات وشركات حكوميه، وبقيت تلك المصانع بيئة طارده لشخصية العامل السعودي والتي من أهم مطالبه وظيفه مستقره دائمه، وراتب يوفر له أساسيات الحياة . 

لكن بالمقابل نجحت تلك المصانع في توفير الوظائف المناسبة لاحدى عشر مليون وافد.

٧٤٠٠ مصنع تعمل في أراضينا بما يشبه الانفصام في الشخصيه فلم تستطيع تلك المصانع توفير ما نلبسه وما نستخدمة من مواد ومعدات في حياتنا اليوميه، كذالك استمرت شركاتنا الحكوميه مثل ارامكو وسابك والكهرباء متجاهله تماما تلك المصانع في استيراد قطع الغيار والمعدات بالاف المليارات سنويا من الخارج.

وللاسف ما زال كل وزير صناعه جديد يأتي بإعلان زيادة عدد المصانع وإنشاء مدن صناعية جديده .

هل نسينا أم تناسينا أن نسأل أنفسنا  سؤال بسيط جدا عدم وجود إجابه عليه يثبت بأننا نطارد سرابا 

وهو كم المفترض أن يصل عدد المصانع لدينا لنكون بلد صناعي مكتفي ويصدر إبداعه للخارج؟ 

من يستطيع الإجابه على هذا السؤال

لا يوجد بلد صناعي ناجح واحد يحصي عدد مصانعه  ويفتخر بها بل يحصون عدد الفرص الوظيفيه  التي وفروها لمواطنيهم .

توفير الوظائف فقط  هو من يخلق الصراع من أجل الحياة للامم الناجحه ويدفعها الى الابداع وابتكار كل جديد من أجل المحافظه على الوظائف وإنمائها. 

تتغير كل الانظمة والقوانين من أجل توفير الوظيفه المناسبة لشخصية مواطن كل بلد، من أجل ذلك لا تجد قصة نجاح متشابهة ولا توجد وصفه واحدة يمكن لأي بلد أن يتبعها ليكرر نجاح بلد أخر، كل  بلد يتميزبقائد مختلف يقود ثورته الاقتصاديه ومبادىء مختلفه يؤمن بها كل شعب. 

ونحن  السعوديون وبكل فخر وثقة واعتزاز أعطينا درس للامم وللاجيال الحاضره والقادمة ماذا فعلت الإرادة السعوديه المتميزه بمبادئها الاسلاميه الصافيه  عندما توحدت خلف إمامها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، وغيرت  تاريخ الجزيره العربيه من أرض حروب وجوع وفتن الى أرض أمن وأمان وازدهار اقتصادي. 

واليوم نسطر للتاريخ أسطر جديدة من الفخر ونحن نقف خلف إمامنا ملك الحزم ندافع عن حدودنا وبنفس الوقت نبني أسس اقتصاد جديدة ورؤيه جديدة تحت قيادة سيدي ولي العهد.

ومن منطلق هذه الرؤية التي أتاحت مساحه كبيرة من  الشفافية وجعلت المواطن رقيب ومشارك في رؤية المملكة أقول بأني لن أصفق مرة أخري لأي وزير يعلن عن زيادة عدد المصانع.

فأي مصنع لا يبنى من أجل توظيف السعودي فقط وفقا لمعاير الشخصية السعوديه لا فخر لي فيه ولسنا بحاجة إليه.

ما أطالب به وزارة الصناعه حاليا بإصدار قرار حازم يتوافق مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ في جعل القطاع الخاص بيئة جاذبه للموظف السعودي بإعلان قرار سعودة المصانع ١٠٠٪‏ خلال الخمس سنوات القادمه.

هذا القرار الذي سوف يعيد مصانعنا الي حاضنتها الطبيعيه.

سوف نرى كيف الجميع يتحرك خوفاً وطمعاً ابتداء من توقف الشركات الحكوميه  وشركات الإنشاءات من الاستيراد، الجامعات ومراكز التدريب والجهات الرقابيه سوف تتغير ولا استغرب حتى وزارة الخارجيه سوف نسمع عن محاداثات ومقايضات لدعم الصناعه السعودية.

الكل سوف يشارك لدعم استمرار ونمو الوظائف للمواطنين

والمصانع التي تقاوم ذلك التغير ستقفل غير مأسوف عليها

خاص_الفابيتا