لماذا لم تتمكن الأسعار من الاستقرار فوق حاجز الخمسين دولاراً ؟!

23/07/2017 3
د. فيصل الفايق

هبط سعر خام برنت بعد أن ارتفع لفترة وجيزة فوق حاجز 50 دولارا لأول مرة منذ بداية شهر يونيو مدعوما بانخفاض مخزونات ومشتقات النفط في أميركا، وعند الاغلاق الأسبوعي سجل خام برنت هبوطا الى 48.02 دولارا، وهبط خام نايمكس الى 45.77 دولارا.

٭ هل يعقل أن يستمر سيناريو التلاعب الاعلامي بأسواق النفط باستخدام المعلومة النفطية الجاهزة المترجمة حرفيا من الاعلام النفطي الغربي، وبات من الواضح أن هناك من يحاول أن يفشل اتفاق أوپيك التاريخي ويقلل من مستويات الامتثال العالية لخفض الانتاج!

٭ هل يعقل ان نأخذ المعلومة التي تناسب توجهات عدم الاستقرار للأسواق لتوقعات شركة استشارية لزيادة انتاج أوپيك في شهر يوليو معززة استمرار المخاوف بشأن وفرة الامدادات العالمية معززين وجود تخمة المعروض، شركة الاستشارات هذه لم يسمع لها صوت قط في السوق حتى أدلت بهذا التصريح الذي يخدم أجندات المحبطين للسوق!

٭ هل يعقل أن يصل متوسط سعر خام برنت في شهر يونيو الى 46.37 دولارا وهو المستوى الأقل منذ ثمانية أشهر! وهل يعقل ان يتجاهل الاعلام النفطي الغربي هذه المؤشرات الايجابية التي كان من المفترض أن تدعم ارتفاع أسعار النفط واستقرار أسواقه:

أولا: تباطؤ وتيرة زيادة عدد منصات الحفر الأميركية وانخفاض قيمة الدولار الأميركي!

ثانيا: على مدى الـ 15 اسبوعا الماضية، انخفضت مخزونات النفط الأميركية في 13 أسبوعا، معظمها انخفاضات أكثر من المتوقع، كان آخرها هبوط بنحو 4.7 ملايين برميل، يعني انخفاض نحو 30 مليون برميل منذ بداية شهر يونيو، ونحو 32.7 مليون برميل من مستويات العام الماضي، وذلك هبوط فاق كل التوقعات!

ثالثا: هبوط مخزونات الديزل الأميركية، ووقود الطائرات بنحو 2.1 مليون برميل، وتراجع مخزونات البنزين 4.4 ملايين برميل. وتشير البيانات الأسبوعية منذ بداية يونيو الى نمو قوي في استهلاك وقود الطائرات والديزل بنحو 410 آلاف برميل يوميا.

رابعا: زيادة الطاقة التكريرية للمصافي الصينية مما يدعم تلاشي تخمة المعروض في السوق العالمية بنمو قوي للطلب الصيني، ويشجع اقبال المضاربين على التداولات النفطية! وهناك توقعات باستمرار بقاء معدل تشغيل المصافي في الصين قويا خلال النصف الثاني من هذا العام!

خامسا: توقعات وكالة الطاقة الدولية بارتفاع الطلب خلال النصف الثاني من هذا العام بمقدار مليوني برميل يوميا، مقارنة بالنصف الأول، وهذا يعني ان الطلب ينمو بمعدل يسمح باستيعاب أي زيادة في الانتاج ويسهم في سحوبات من المخزونات النفطية وبالتالي يحقق التوازن ويدعم مستويات أعلى للأسعار.

سادسا: الانخفاض المستمر في مخزونات بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وتنامي الاقتصاد الآسيوي، مما يعتبر مؤشرات ايجابية تدعم تنامي معدل الطلب العالمي على النفط!

نقلا عن الانباء الكويتية