تحديات مجتمعنا الشاب

07/07/2017 3
عبدالله الجعيثن

في عالم اليوم تنقسم المجتمعات إلى مجتمع شيخوخة، ومجتمع شباب، ولكل قسم تحدياته.. مزاياه وسلبياته.. فأوروبا العجوز تشكو من أنّ مجتمعها يشيخ، وأن المواليد يتنقاصون، والعزوف عن الزواج يزداد، ويسود الحرص على قلة الأولاد لدى المتزوجين، وتطول الأعمار بفضل الله، ثم بفضل التقدم الطبي، وانتشار الوعي، وتحسن البيئة والغذاء، وتطور الأبحاث، مما جعل جيوش الشيوخ تملأ الكثير من المجتمعات الغربية، وهي جيوش عاجزة -تقريباً- عن الإنتاج، وحاجتها للرعاية الطبية والموارد المالية المنتظمة تزداد، مما يشكل مفارقة اقتصادية.

أما المجتمع الشاب، وأكثره في الجنوب، فإن أكثر السكان فيه من الأطفال والشباب، ويمثلون في مجتمعنا السعودي ما يزيد عن 65% مع نمو سكاني كبير، ولهذا مزايا معروفة أهمها وفرة (طاقة العمل) و(القدرة على مواكبة التحديث) والأهم هو (القوة الضاربة في حماية الوطن) وبالمقابل هنالك تحديات كبيرة لمجتمعنا الشاب، من أهمها (توفير فرص العمل الكريمة) لهذه الأعداد الكبيرة من الشباب خاصة أن من يبلغون سن العمل يزدادون، وفي حين لايواجه اقتصاد المملكة الذي يوفر أكثر من 15 ملايين فرصة عمل للوافدين، مشكلة حقيقة في استيعاب جميع شبابه كقوة عاملة محمية من شرور البطالة، إلّا أن الواقع لا يزال دون المأمول بكثير، إذ يسيطر الوافدون على معظم الحِرف والأعمال، وهذا يتطلّب جهوداً كبيرة من وزارات العمل والتعليم والتجارة، والقطاع الخاص، وتوعية شاملة للشباب بأهمية احترام الحرف اليدوية، مع السعي الجاد لإحلال السعوديين محل الوافدين بالسرعة الممكنة.

من تحديات مجتمعنا الشاب أيضاً توفير التعليم المناسب لسوق العمل، وتعديل المناهج بما يتوافق مع ذلك، وتكثيف برامج الترفيه البريء الذي يتطلع إليه الأطفال والشباب، والأهم هو وعي الأسر وقيامها بدورها في التربية القويمة التي تبني الإنسان المؤمن القوي العاشق للعمل والبعيد عن الترف والخمول والتدليل.

نقلا عن الرياض