أنبياء الله يعملون بأيديهم يا شبابنا

02/06/2017 5
عبدالله الجعيثن

كان نوح نجاراً وإدريس خياطاً وداوود حداداً وموسى راعياً للغنم، وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وعليهم أجمعين، كان يرعى الغنم لقريش بقراريط (دريهمات) ثم احترف التجارة، وما من نبي إلّا ورعى الغنم..

لا (إصلاح) ولا (نهضة) ولا (تنمية) بدون احترام الحرف اليدوية والإقبال عليها وإتقانها، ألسنا نقول كلما خرب شيء : (أريد إصلاح سيارتي أو جهازي أو كهرباء في بيتي أو سباكة أو حديقة) (الإصلاح) كلمة ملازمة للحِرَف اليدوية التي زهد فيها كثير من شبابنا بلا أي مبرر، مع أن دخل (الميكانيكي أو الكهربائي أو السباك ونحوهم) عشرة أضعاف مرتب الموظف الذي اسمه (معاش) أي بالكاد يجعل صاحبه يعيش في الغالب.. يترفع كثيرٌ منهم عن الحِرَف اليدوية وهي من أعمال الأنبياء والصحابة والعلماء والصالحين على مرّ التاريخ، فالصحابة منهم البزاز والنجار والحداد و المزارع، وكانت (زينب) زوجة رسول الله (تدبغ وتخرز) وهي الحسيبة النسيبة حفيدة عبدالمطلب، أما أعلامنا وعلماؤنا فكثير منهم عرف بمهنته كالبصّاص والزجاج والقفّال والقطّان والجزار والخراز والنحاس والزيّات والدباغ والخياط، ومازادهم ذلك إلا شرفاً ورفعة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنّ الله يحب المؤمن المحترف) وصافح رجلاً فوجد يده خشنة من العمل فقال: (هذه يد يحبها الله ورسوله) وقال (أطيب الكسب عمل الرجل بيده وكل كسب مبرور) ويقول الفاروق (إني لأرى الرجل فيعجبني فإذا قيل ليس له حِرْفَة سقط من عيني)، فالعزوف عن الحرف اليدوية جهل أسود وتخلّف اجتماعي، ولن تدوم تنمية أي وطن يترفع أهله عن الحِرَف جهلاً ومكابرة.. الدول تطرح مشروعات كبيرة كي توفر فرص عمل لمواطنيها وتدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام وتحارب الكساد لأن مواطنيها هم الذين يعملون بأيديهم في تلك المشروعات، أما إذا عمل فيها وافدون فإن أموالهم تهاجر وبطالة المواطنين تزداد وخبراتهم تزول..

إن احترام الحِرَف اليدوية والمهن كافة، ضرورة اجتماعية واقتصادية، وينبغي التنبيه لذلك في خطب الجمعة وكل وسائل الإعلام، خاصة أنّ دولتنا الرشيدة وفّرت كل الإمكانات والمغريات ليتقن شبابنا مختلف الحرف وبأحدث الأجهزة عبر (المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني) (وهدف) (ويدوي) (والأسر المنتجة) فعائد المشروعات يتضاعف إذا بُنيت بسواعد أبناء الوطن، والعمل في البنية التحتية لا ينتهي، أمّا الصيانة فهي ضرورة دائمة..

احترام الحرف اليدوية واجب ديني ووطني واقتصادي ولا يمكن تحقيق (الإصلاح) بدون ممارستها ومنحها الاحترام.

نقلا عن الرياض